قداسة الغياب
أضـــفِ الــهــوى أيـقـونــةً لــــودادي فـالـحــبُّ أســمــى غــايــةِ الإيــجـــادِ
وأدرْ كؤوسَ العشقِ وسْطَ مشاعـري نــــورًا يــضــيءُ الـقـلــبَ بـالإسـعــادِ
يـــا غـائـبـاً وهـــبَ الـغـيـابَ قـداســةً وأضــاءَ شـمــسَ الـصّـبـرِ لـلأشـهـادِ
غِــبْ فالغـيـابُ الـمـرُّ أعـظـمُ جـمــرةٍ وُطــئـــتْ عــلـــى ســجّـــادةِ الـعُــبّــادِ
*****
يا غائبـاً مـا غـابَ عـن عيـن الـورى يومًـا وهــل يَنـسـى ضِـيـاهُ الــوادي؟!
نــورًا بقـيـتَ عـلـى الــورى إشـراقُـهُ يـحـمـي الـوجــودَ بـمـنـطـق الإمــــدادِ
كالشمـسِ مـن خلـفِ السّحـابِ تُمـدّنـا عــزمًــا بــنـــورِ عـطــائــكَ الــوقّـــادِ
يــا وَعْــدَ ربِّ الخـلـقِ للخـلـقِ الألــى جُـلــدوا بـســوط الـظُـلــم والأوغــــادِ
ما ساورَ اليأسُ القلوبَ ولا قلى الصّـ ـبـــــرُ الــفـــؤادَ بــخــافــقِ الـــوفّـــادِ
لكنـمـا هــي عــادةٌ فـــي (عُـرْف)نــا: "إعـشـقْ تُحـطّـمْ سـطـوة الأصـفــادِ"
هـي عـادةُ العشـقِ الـذي فـي داخـلـي "أفنـى ليحيـا العشـقُ وسْـط فـؤادي"
*****
شــادٍ يسـيـلُ العِـشْـقُ فــي أنشـودتـي فــازرعْ بــذورَ الصّـبـرِ فــي إنـشـادي
راوٍ ومــــا فــهــمَ الــــرّواةُ مــآربـــي حـتّـى أضـفـتُ العِـشـقَ فــي الإسـنـادِ
أنـــا مـغــرمٌ يـــا سـيــدي بقـصـيـدتـي حـــــدّ الـجُــنــونِ بـنـصّـهــا الــمــيّــادِ
لا لـلـقـوافـي الـغـيــدِ فــــي أبـيـاتِـهــا قــد مــالَ قلـبـي واسـتـمـالَ الـشــادي
إلا لأنّــــكَ قــــد سـكــنــتَ حـروفَــهــا وزهــا بعـشـقِـكَ بـحـرُهـا المـتـهـادي
*****
يـــــا درةً وُرِّثـتُــهــا مـــــن والــــــدِي أورثــــتُــــهــــا بــــــمـــــــودَّةٍ أولادي
أضفـتْ علـى عـبـقِ الـتـراثِ بأمسِـنـا فـيــضــاً مـــــن الآمـــــالِ لـــلأجـــدادِ
حتـى رسـتْ فـي عـمـقِ بـحـرِ قلوبِـنـا وعــــدًا يُـخـبّــي الـنّــصــرَ لـلأحــفــادِ
يــا أنــتَ يــا ســرَّ النـجـاةِ ومـنـقـذَ الْ ـمُسْتَضْعَفِـيـنَ عـلــى هـــدىً ورشـــادِ
عـجّــلْ فـقــد نَـخَــرَ الـفـسـادُ بـأمّـتــي وتـأهّــبــتْ خــيـــلُ الــعِـــداةِ تُــنـــادي
وتـوغّـل الـدّجـالُ فــي أرضِ الـهــدى يـحـمــي بــــذورَ الـحِــقْــدِ والإلــحـــادِ
وتـفـرعـنَ الـوثــنُ المُـكـبِّـلُ أرضَــنــا حـتّــى غـــدا تـاجًــا عــلــى الأســيــادِ
والصَّبـرُ فــتّ الصـبـرُ أفـئـدةَ الــورى وأذابَ شـمـعَ الـسّـعـدِ فـــي الأعـيــادِ
فـاســرجْ خــيــولَ اللهِ لـلـثــأرِ الــــذي مـــــا زالَ مـنـتَـظــرًا بـــكـــلِّ نِـــجـــادِ
فلأنـتَ روحُ الصَّبـرِ فـي أملـي الــذي أعـيــا فــــؤادي جــمــرهُ الـمُـتـمَـادي
ولأنـــتَ زادُ الـعـيـشِ فــــي أمـنـيّـتـي نَـصْــرًا أحِــــسُّ مــذاقَــه فــــي زَادي