شعيرة المشي على النار
لقد تعارف عند شيعة أهل البيت سلام الله عليهم ومحبيهم أن يقوموا بما يكون مذكّراً بالإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره ومواقفه وتضحيته الفريدة في سبيل الله تعالى وذلك بإقامة الشعائر الحسينية إقتداءً بأئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله في إظهار الحزن والحداد والجزع على مصاب الحسين صلوات الله عليه معتبرين ذلك تعريفاً بمظلومية الإمام الحسين سلام الله عليه للعالم ونشراً لثقافة عاشوراء وبياناً لأهداف النهضة الحسينية المقدسة للعالمين.
وقد تنوّعت أساليب إقامة الشعائر الحسينية عند شيعة أهل البيت سلام الله عليهم، فبعض يقيم مواكب اللطم، وبعض يخرجون إلى الشوارع ويضربون السلاسل على ظهورهم، وبعض يقوم بتمثيل واقعة الطف، وهناك عزاء طويريج، ومواكب ضرب الهامة بالسيوف، وهكذا...
من هذه الشعائر والتي تقام في شبه القارة الهندية هو المشي على النار. وكيفيته هو أن يجتمع المعزّون في مكان ما ويقومون بإيقاد كمية من الفحم وعندما يحمرّ الفحم ويصبح جمراً يبدأون بذكر مصائب الإمام الحسين ويبكون ثم يمشون على الفحم الموقد هاتفين يا حسين يا حسين بدون أن تصيبهم النار بأذى.
وقد أقام المرجع الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره هذا النوع من العزاء لأول مرة في بيت جدّته بمدينة كربلاء المقدسة عام 1382 للهجرة حيث اشترك فيه آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري وآية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي والمفكر الشهيد السيد حسن الشيرازي وفضيلة الخطيب الشيخ عبد الزهراء الكعبي رضوان الله تعالى عليهم، إضافة إلى جمع من الهنود وبعض أهالي كربلاء المقدسة. وذكروا أن الشيخ عبد الزهراء الكعبي قد مشى على الجمر في ذلك العزاء وكانت في رجليه جوراب من نوع البلاستيك فلم يؤثر الجمر بها،كما في الصورة رقم 5 أدناه.
وكان هذا العزاء يقام كل سنة في مكان ما واستمر إلى ثلاث سنين إلى أن تسلّط حكم البعث المجرم على العراق فمنع كل ما له صلة بالشعائر الحسينية المقدسة، وبعد أن سقط نظام البعث عام 1424 هجرية استأنف محبّو أهل البيت سلام الله عليهم بإقامة هذا العزاء في مدينة كربلاء المقدسة بأمر من سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله وبإشراف ممثل سماحته في كربلا فضيلة السيد محمد علي الشيرازي نجل المرجع الراحل قدس سره الشريف.