العنف ضد المرأة من زاوية نفسية: الأطفال يتشربون العنف من آبائهم
الباحثة ليلى الكاظم: بعض النساء يستعذبن الألم وعدم ردع الرجل يفاقم المشكلة
ترى الباحثة والمعالجة النفسية السعودية، ليلى الكاظم، أن العنف ضد المرأة سلوك قابل تعلمه وتلقينه بطرق مختلفة، وترى أيضا أن المجتمع يعلم المرأة أحياناً أن تكون سلبية وخاضعة، ما يجعلها تقع فريسة السلوك العنيف من الرجل. وفي لقائها مع «الشرق الأوسط» تشرح ليلى مظاهر السلوك العنيف ضد المرأة ودوافعه، واسبابه، وطرق مواجهته. تعمل ليلى الكاظم اخصائية نفسية في مستشفى أرامكو، وقدمت العديد من الابحاث والدراسات والندوات، بينها عدد من الدورات التدريبية عن «مهارات التربية الفعالة»، وقدمت قبل اعوام قليلة دراسة عن التأثير النفسي للألم العضوي المزمن لمرضى فقر الدم.
• من زاوية نفسية.. كيف تقيمين ظاهرة العنف ضد النساء؟
ـ يعد العنف ضد النساء من أكثر أشكال العنف انتشاراً، ويمس حياة ملايين من النساء في كل أنحاء العالم، بغض النظرعن أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية، وعن مستواهن التعليمي، ويتجاوز انتشار هذه الظاهرة اختلاف الثقافات والأديان، ويؤثر بشكل كبير على حق المرأة في المشاركة بشكل فعال في تطور مجتمعها.
وكان ينظر لظاهرة العنف ضد المرأة من قبل الحكومات على أنها قضية خاصة وشخصية بين الأفراد وليس كمشكلة عامة خاصة بحقوق الإنسان تتطلب تدخلاً من مؤسسات الدولة.
ولم يتم الاعتراف بخطورة هذه الظاهرة عالمياً إلا في وقت متأخر، وتحديداً في ديسمبر (كانون الأول) 1993 عندما تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان الخاص بالقضاء على العنف ضد المرأة.
أشكال العنف:
• ما هي أشكال وصور العنف ضد المرأة؟
ـ يمكن القول ان العنف ضد المرأة يتخذ الأشكال التالية: أولا، العنف الجسدي، الجنسي أو النفسي، الذي يحدث ضمن محيط الأسرة والذي يشمل الضرب من قبل الزوج، والاستغلال الجنسي من المحارم والأقارب للبنات الصغار، أو المراهقات، والاستغلال الجنسي من قبل الزوج، وعادات تقليدية مؤذية للمرأة كالختان، والعنف المرتبط بالاستغلال الذي تكون ضحيته العاملات الأجنبيات، والاستغلال الاقتصادي من قبل الزوج «كالاستحواذ على راتب الزوجة العاملة بالكامل وحرمانها من حق التصرف به».
ثانيا، العنف الجسدي، الجنسي والمعنوي، الذي يحدث ضمن البيئة المجتمعية خارج الأسرة، والذي يمكن أن يشمل الاغتصاب، والاستغلال الجنسي، والتحرش الجنسي، والاستغلال في محيط العمل.
ثالثا، العنف الجسدي، الجنسي أو النفسي، الذي يمكن أن يمارس من قبل الدول وخصوصاً في أوقات الحروب واستغلال النساء في ذلك. وقد يؤدي أي شكل من أشكال العنف التي ذكرتها إلى صدمات نفسية شديدة، وإعاقات جسدية، أو حتى إلى الموت في بعض الأحيان.
الأسباب:
• ما الذي يفسر العنف ضد المرأه؟
ـ ليس هناك سبب واحد يمكن أن يفسر هذه الظاهرة، وعلى الأرجح فإن التفاعل بين مجموعة من العوامل البيولوجية والتطوريه النفسية، والاجتماعية هو الذي يؤدي إلى السلوك العنيف. وبالرغم من كثير من الدراسات التي تبحث في العامل البيولوجي فإن العامل النفسي والاجتماعي يبدو عاملاً قوياً.
العنف هو سلوك. وكما يحدث مع أي سلوك فإن الإنسان يمكن أن يتعلمه ويتم التعلم بعدة طرق تشمل التعليمات المباشرة من قبل المحيطين بالشخص أو بواسطة النموذج، وهذا النموذج يمكن أن يكون في العائلة كالإبن الذي يرى والده وهو يضرب ويستغل والدته ولكن يمكن أن يتم التعلم أيضاً من خلال البيئة، الأصدقاء، المدرسة، التلفزيون، صورة البطل وغيرها.
كما أن الشخص يحافط على السلوك من خلال نتائج هذا السلوك وهذا الجانب مهم جداً في هذا الصدد، فعندما يحصل الشخص الممارس للعنف على ما يريد من خلال السلوك العنيف، أي أن الضحية تخضع لإرادته، فمن المرجح أن يكرر ذلك السلوك.
• وماذا عن المجتمع؟
ـ للأسف، المجتمع يعمل على ترسيخ رسائل معينة خاصة بالعلاقات، والسلطة والسيطرة، والتعبير عن العصبية والعنف يعبر عنها بشكل قوي جداً في مجتمع كمجتمعنا وتساهم في تعليم سلوك العنف.
فالرجل يتوقع منه أن يكون منافساً ومسيطراً ومنتصراً دائماً. والمجتمع يشجع تلك النزعة التنافسية ويتقبل استغلال الآخر. والطريقة السائدة في التعبير عن الغضب المتوقعة من الرجل هي العنف سواء كان معنوياً أو جسدياً. وتشجع على استخدام ذلك العنف للمحافظة على سيطرته على الآخرين.
• كيف لُقنت المرأة فن الخنوع؟
ـ ما يعلمه المجتمع للمرأة هو أن تكون سلبية، خاضعة، راضية، ترعى شؤون الآخرين، وتتقبل أخطاءهم، ولا يشجعها على أن تكون مسؤولة عن حياتها.
المجتمع يعلم المرأة على أنها يجب أن تحافظ على علاقتها الزوجية مهما كلف الثمن، وأنها من الأفضل بكثير أن تكون متزوجة حتى لو كانت حياتها الزوجية جحيماً، لأن قيمتها الشخصية تأتي من تلك العلاقة.
حصانة:
• هل يجد من يستخدم العنف ضد المرأة حصانة في غياب التشريعات؟
ـ يمكن أن نضيف هنا سبباً مهماً من أسباب تفشي ظاهرة العنف ضد المرأه في مجتمعنا، وهو أن الشخص المتسبب في العنف لا يلقى العقاب المناسب وأحياناً لا يعاقب نهائياً وخصوصاً إذا كان المعتدي فرداً من أفراد الأسرة. فلا توجد هناك نصوص واضحة حول العقوبات التي تخص الاستغلال الجنسي من قبل الأقارب أو العنف ضد الزوجة وخصوصاً إذا كان هذا العنف معنوياً. كما أن التطبيق الخاطئ لبعض المفاهيم الدينية التي تحث على (الستر) والقول المشهور «إذا بليتم فاستتروا» ليس ـ دائماً ـ في صالح الضحايا في هذه الحالة ويدفع بكثير من النساء إلى التكتم على العنف الحاصل في منزل الزوجية، إما خوفاً على فقدان العلاقة الزوجية كما ذكرنا، أو خوفاً من اللوم من الأهل والمجتمع، وإما للشعور بالعار مما ترى فيه امتهانا لكرامتها.
راغبات العذاب:
• مرة أخرى، يبدو أن بعض النساء يستعذبن لعق الأسى.. كيف تفسرين ذلك؟
ـ نعم، هناك نساء كثيرات يتم لديهن استبطان المسؤولية عن السلوك العنيف الذي يتعرضن له ويرونه سلوكاً مبرراً بسبب الشعور بالذنب وأنهن يستحقن عليه العقاب. وهذا ما يجعل كثيرا من النساء ينكرن تعرضهن للعنف عندما يأتين إلى الطوارئ في المستشفيات بالرغم من وجود الدلائل القوية على ذلك. كما أن كثيرا من حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي من قبل المحارم لا تُعرف في كثير من الأحيان إلا بعد سنوات طويلة أو أنها لا تُعرف أبداً.
• برأيك، ما الذي يدفع الزوج لاضطهاد زوجته.. هل هي الغيرة؟
ـ هناك أيضاً عوامل كثيرة وبعضها مهمة مرتبطة بهذه الظاهرة، والغيرة من قبل الزوج واحدة منها.. وخصوصاً في الحالات التي تكون فيها المرأة على مستوى أعلى من التعليم والقدرات الشخصية، وقد تصل الغيرة في بعض الأحيان إلى حرمان المرأة من حق ممارسة عملها، أو تؤدي إلى صعوبة التركيز وتدني المستوى الكيفي لأدائها في العمل وأحياناً إلى تغيبها عن العمل بسبب الآثار الواضحة للعنف على الأجزاء البارزة من جسدها، وأيضاً الكحول الذي أثبتت دراسات كثيرة ارتباطه بنسبة تتراوح بين 25 ـ 85 % بحوادث العنف ضد النساء و75 % باغتصاب المعارف.
الأطفال:
• هل هناك تأثيرات مباشرة على الأطفال؟
ـ نعم.. فالأطفال الذي يشهدون حوادث عنف متكررة من قبل أحد الوالدين على الآخر يكونون أكثر عرضة لأن يظهروا هم أنفسهم سلوكيات عنيفة وغير اجتماعية، مثل الخوف والقلق والكبت والاكتئاب وتدني المهارات الاجتماعية.
الوقاية:
• كيف يمكن الوقاية من هذه الظاهرة؟
ـ لكي نستطيع معالجة مشكلة ما يجب أن نعترف بوجودها كظاهرة أولاً، حتى لو كانت تنقصنا الكثير من المعطيات والإحصائيات في الوقت الحاضر. يحتاج المختصون في هذا المجال أن يجمعوا المعلومات عن العنف ضد المرأة، عن أسبابه وعن نتائجه النفسية والاجتماعية والاقتصادية، أي إلى رسم خطط بحثية ومنهجية واضحة. ولكي تستطيع النساء اللاتي يقعن ضحية العنف إبراز مشكلتهن من غير خوف، نحتاج إلى نظام مؤسساتي متكامل يستجيب لتلك المتطلبات يضمن للمرأة حقوقها بالقانون ويوفر لها الحماية اللازمة والأمان المادي. فكثير من النساء اللاتي يخضعن للعنف غير متعلمات وليس لهن مصدر مادي مستقل، بالإضافة إلى عدم الحصول على الدعم ال،جتماعي عندما تقرر المرأة ترك بيت الزوجية.
والكثير من الرجال يواصلون ممارسة العنف لأنهم يعون هذه الحقيقة، ويعون اعتماد المرأه الكامل عليه مما يضمن لهم بقاء الموضوع سرّاً داخل المنزل.
الحل:
• هل هناك تصور لطريقة الحل.. عمليا؟
ـ حتى نحل هذه المشكلة التي تفاقمت فإننا نحتاج إلى التدخل على مستويين:
1 ـ المستوى الفردي، عبر العلاج النفسي والدعم المعنوي والتأهيل المهني.
2 ـ المستوى الاجتماعي، من خلال تقديم دورات توعوية منظمة تركز على شرح طبيعة العنف ضد المرأة، أسبابه ونتائجه النفسية والاجتماعية والاقتصادية ومصادر المساعدة المتوفرة. ويجب أن تكون هذه الدورات موجهة لطلبة المدارس وأيضاً للأشخاص المعنيين في المجال الطبي، ومجال الخدمات الاجتماعية، والصحة النفسية، وخصوصاً القضاء.
ومن المهم كذلك توفير مراكز إيواء، ومراكز تدخّل في حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي، والمساعدة، واستخدام وسائل الإعلام وخصوصاً التلفزيون لإبراز النتائج السلبية للعنف والبدائل اللاعنفية في حل المشاكل وبالترويج لبرامج مضادة للعنف، وتغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية السائدة عن السلوكيات المتوقعة من كلا الجنسين والعلاقه بينهما.
ثريا شيخ: بعض الاستغلال الجنسي ضد القاصرات مصدره الأقارب
متحدثة باسم جمعية حقوقية سعودية: العنف ضد المرأة ليس ظاهرة محلية
بعد أكثر من شهر من طلب «الشرق الأوسط» من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أن تجيب القراء عن جملة من الأسئلة التي حملتها بشأن ظاهرة ممارسة العنف ضد المرأة في السعودية، تدخل نائب رئيس الجمعية، الدكتور بندر الحجار، ليحيل الصحيفة الى عضو الجمعية السيدة ثريا عابد شيخ، التي رأت أن العنف ضد المرأة ليس ظاهرة «محلية» فهو موجود في كل مكان من العالم. وقللت من عدد الشكاوى التي تحملها النساء عن تعرضهن للعنف، وأثنت على التشريعات التي تتعامل مع المرأة مؤكدة أنها تحمي حقوق المرأة، وقالت ان حالات الاستغلال الجنسي ضد الاطفال والقاصرات «موجودة» ولكنها قليلة، وفي نفس الوقت أكدت أن الجمعية لا تملك اي احصاءات على مثل هذه السلوكيات وغيرها.
فيما يلي نص الحوار:
• كيف تقيمون دور الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بعد أكثر من عام من تأسيسها؟
ـ كل شيء يبدأ صغيراً ثم ينمو. ولا يوجد مخلوق يولد متكاملاً، ولهذا فإن الجمعية تنمو كل يوم بقدر يمكنها من سبر اغوار مسؤولياتها.
• بالنسبة لقضايا المرأة والعنف الموجه ضدها، ما هي صور واشكال العنف الموجه ضد المرأة في المجتمع السعودي؟
ـ العنف ضد المرأة موجود في كل مكان، وليست بلدنا استثناء من ذلك، ولا توجد لدينا إحصائيات تحدد نوع العنف، ودرجة ممارسته، حيث أن بلدان الغرب بالذات لديها احصاءات والذين يتابعها يذهله كثرتها.
أشكال العنف:
• ما هي اشكال العنف لدينا؟
ـ أشكال العنف لدينا منها: الضرب، والإهانات باللسان، والحرمان من بعض الحقوق مثل حرمان المرأة من رعاية أبنائها، أو رؤيتهم.
وتوجد شكاوى من بعض النساء، ولكنها ليست بالكثرة مقارنة بالبلدان الأخرى، ولعل سبب ذلك يعود للعادات والتقاليد التي تتطلب الستر والصبر بدلاً من سوء السمعة.
• عملياً .. هل وصلتكم قضايا تتعلق بحالات التمييز ضد المرأة او ممارسة العنف ضدها وكذلك ضد الاطفال، بمعنى هل تقدمت النساء للشكوى، وكيف هي الاستجابة من النساء لهذا الأمر؟
ـ الجمعية في سبيلها الى رصد ممارسة العنف، وإيجاد الوسائل الوقائية ما أمكن، ومن ذلك معالجة أسبابه، وإذا لم يكف ذلك ستلجأ الجمعية إلى الاساليب الرسمية لحماية من يمارس ضدها العنف.
اتفاقية دولية:
• وقعت المملكة على الاتفاقية الدولية لمناهضة جميع اشكال التمييز ضد المرأة، قبل نحو سنتين، ماذا نتج عن هذا التوقيع؟
ـ نتج عنه تحسين صورة المملكة لدى المنظمات الدولية. والسعي لتطبيق ما لا يتنافى مع قواعد الشريعة الاسلامية من تلك النصوص (الاتفاقيات) حيث أن المملكة سجلت بعض التحفظات عند التوقيع، وذلك حق مكفول لأطراف الاتفاقية عندما يوجد ما ينافي دستور هذه الدولة او تلك.
• هل ثمة حاجة الى تشريعات تحمي المرأة من التمييز والعنف؟
ـ في التشريعات الاسلامية الكثير مما يحمي حقوق المرأة. بل أن الشريعة الاسلامية فيها ما لا يوجد في القوانين الوضعية، مثل الميراث وانتسابها الى اسرتها لا إلى اسرة زوجها كما هو الحال في الغرب، كما لا يوجد فروقات في المرتب بين الرجل والمرأة في الوظيفة الواحدة.
• هل هناك اي تشريعات محلية ترون أنها تؤسس لمثل هذا التمييز وتطالبون بتعديلها؟
ـ إذا ما وجد فراغ نظامي فإن الجمعية سوف تسعى إلى تقنية من خلال القنوات النظامية. أما من حيث وجود تشريعات قائمة فلم يتضح لنا شيء حتى الآن.
• نسمع أن كثيراً من النساء يشتكين من ان بعض القضاة يجبروهن على التنازل او الاصلاح بين المتخاصمين بشكل لا يضمن حقوقهن .. هل لاحظتم في الجمعية حالات مشابهة؟
ـ هناك بعض الحالات التي تحدث ولكنها ليست قاعدة.
• موضوع حضانة الاطفال لا يزال سلاح يستخدمه الرجال لمزيد من قهر النساء وإجبارهن على تحمل الأذى .. هل راجعتم مثل هذا الأمر؟
ـ نعم توجد الكثير من الحالات التي أشرت اليها. وهذه معظمها يعالج بالحكمة واصلاح ذات البين ونرجو أن نتمكن من حل ما يصلنا منها.
• إلى أين تلجأ المرأة التي تعاني من العنف؟ ولماذا لا يوجد مركز إيواء للمتضررات كما في الدول الاخرى عوضاً عن اجبار المرأة للعودة للمكان الذي لا تشعر فيه بالأمن؟
ـ الجمعية تدرس هذا الوضع حيث أن الواقع يعاني من وجود فراغ، لكن الجمعيات الخيرية النسائية لديها بعض الامكانيات لاستيعاب بعض الحالات.
التحرش الجنسي:
• هل لاحظتم حالات من الاستغلال الجنسي الموجه ضد النساء والاطفال؟
ـ توجد حالات ولكنها قليلة.. ولسوء الحظ فإن بعض الحالات تأتي من الأقارب. وهذه يعالجها القضاء في الدرجة الأولى، كما أن الجمعية تدرس الأساليب التي من خلالها يمكن الحيلولة دون وقوع مثل ذلك.
• هناك أيضاً من يتحدث عن تعرض القاصرات الى تحرشات داخل البيوت الاسرية من الاقارب والارحام، هل تملكون برنامج لحمايتهن ونشر الوعي؟
ـ نحتاج إلى بعض الوقت لكي نستطيع الوصول الى حلول عملية لمثل ذلك. علماً أن البيوت أسرار.. وكثير ممن يتعرض لمثل هذا التحرش يتحرج من الإفاضة به خارج نطاق الاسرة لكننا نرجو أن نتمكن من وضع برنامج توعية يقلل من هذه الممارسات إن لم يقض عليها.
• ما هو دوركم في عملية التثقيف وتنشيط دور الجمعيات الاهلية والمراكز الاسرية؟
ـ الجمعيات الأهلية رافد مهم لجهود الحكومة في معالجة الكثير من مشاكل المجتمع. وما نحن إلا واحدة من تلك الجمعيات. ونطمع في أن نشّد أزر الجمعيات الأخرى، ونتوقع منها أن تشد أزرنا لكي نفيد المجتمع.
تمييز ضد المرأة:
• هل تشعرون أن نظام الوكيل الشرعي بالنسبة للمرأة يعد من أشكال التمييز في مجتمعنا؟
ـ نظام الإلزام لوكيل يحتاج الى اعادة نظر، ويبدو أنه بدأ يتلاشى تدريجياً إلا فيما لا بدّ منه شرعاً، وتلك حالات قليلة.
• وكذلك بالنسبة للدراسة هل ترون أن منع المرأة من دراسة بعض التخصصات كالهندسة والصحافة والمحاماة يخالف التزامنا بالاتفاقية الدولية لمناهضة التمييز ضد المرأة.. وهل تتابعون ما يخالف تلك الاتفاقية وأنظمتنا المحلية؟
ـ نرى في الجمعية أن يتاح للمرأة ان تدرس ما تريد اذا كان ذلك لا يجعلها تلزم المجتمع بإيجاد وظيفة لها أو أن هناك وظائف رجالية بطبعها وطبيعة ممارستها. لكن التقنية الحديثة أصبحت وسيلة لممارسة العمل عن بعد وذلك ما يمكن المرأة أن تمارس ما لا يتعارض مع طبيعتها.
والجمعية تسعى إلى تضييق الفجوة في مجالات الدراسة المتاحة للمرأة مقارنة بما هو متاح للرجل. أما ما يخالف الاتفاقيات الدولية المناهضة للتمييز ضد المرأة فإن الجمعية سوف تتعرف على ما يتعارض معها مما لا يتعارض مع الشريعة الاسلامية، وتقوم بعلاجه بشكل مناسب.
• كذلك الأمر بالنسبة للسفر والتنقل والحاجة الى محرم .. هل ترونه منافياً للمساواة بين الجنسين؟
ـ المحرم يعالجه الحديث الشريف، الذي يلزم المرأة المسلمة ألا تسافر بدون محرم مسافة او مسيرة يوم وليلة، وذلك حماية لها من الاساءة والاستغلال من قبل ضعاف النفوس.
• يدعي تقرير اللجنة الأميركية حول الحرية الدينية في المملكة أن العنف المنزلي لا يعتبر جريمة في نظر القانون السعودي كما يدعي ان العنف الحاصل من الازواج شائع في السعودية، هل توافقون على هذا؟
ـ الصحف الغربية تشن هذه الأيام حملة شرسة ضد السعودية، معظمها مختلق أو مبالغ فيه. ولو عادوا بموضوعية الى مجتمعاتهم لوجدوا الكثير مما يدعونه ضد مجتمعنا.
• ماذا بشأن الخادمات في المنازل؟ هل تلقيتم شكاوى عن تعرضهن للعنف او الاستغلال الجنسي؟
ـ نعم هناك حالات من سوء المعاملة. وتحاول الجمعية معالجتها.. من خلال الاتصال بمن تعمل الخادمة لديهم من أجل اعطائها حقوقها، أما ما يتعلق بالاستغلال الجنسي، فهو قليل على حد علمنا، ولكن لم يصلنا شكاوى حول ذلك وليس لدينا احصائيات.