المرجع المدرسي: غياب القيادة الرسالية والتعامل مع القرآن كنص تاريخي جامد وراء تردي الأوضاع في المنطقة
عزا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، عدم استقرار الأوضاع في المنطقة وانهيار الأمن في العراق وسوريا وليبيا واليمن إلى غياب القيادة الرسالية المتمثلة بالعلماء الربانيين، والتعامل مع القرآن كنص تاريخي جامد من خلال اعتماد التفسير التاريخي وعزل الواقع عنه.
وخلال درس الأخلاق الأسبوعي الذي يلقيه على جمع من العلماء وطلبة الحوزات العلمية في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة؛ قال سماحته: “العرب قبل أن يتحولوا إلى قوة كبيرة في زمن النبي حيث استطاعوا خلال خمسة وعشرين عاماً أن يفتحوا بلاد الفرس و الأندلس؛ قبل كذلك كانوا يعيشون حالة الفقر والخوف لأنهم كانوا يعيشون حالة من الحرب الدائمة فيما بينهم ومع القبائل والقرى المحيطة بهم”، مشيراً إلى أن قيادة النبي هي من نهض بواقع العرب بعد وضعوا ثقتهم به.
ودعا سماحته إلى العودة للقرآن الكريم وضرورة فهم حقائقه وإزالة الحجب التي تحول دون فهم الإنسان لآياته، مؤكداً على أهمية قراءة القرآن الكريم بعين الواقع والتخلص من الفهم التاريخي للنص القرآني.
وحول ذلك تحدث قائلاً: “نحن نقرأ القرآن من وراء حجب التفاسير السابقة, بينما القرآن يجب أن يطبّق على الواقع الحاضر”.
وتابع سماحته: “عندنا تقف على مفردة (النفاق) لا تفتّش في التاريخ (عبد الله ابن أبيه) الذي كان منافق في المدينة, وإنما ابحث من هو المنافق اليوم” مشدداً على ضرورة إعادة تفسير القرآن بمنظار الواقع المعاش ومتطلبات المراحل الزمنية.