بناء الشخصية الإيمانية
ما أن يقبل شهر رجب الأصب إلا وترى المؤمنين مستبشرين بقدومه، فهو شهر الله، وهو محطة للقرب من الله، وهو شهر البناء الإيماني، وذلك لأنه حافل بالأعمال الروحية من صيام ودعاء، وعمرة وغيرها.
وعندما نطالع روايات أهل البيت نجدهم يحثون اتباعهم على اغتنام هذه الفرصة الذهبية والمسارعة في أداء أعمال الشهر والتي تمثل برنامج لبناء الشخصية الإيمانية، أو إعادة ترميم للحالة الإيمانية. وإزالة ما علق بها من شوائب الحياة، لكي تعيش النفس حالة من الاطمئنان و السكينة..
و من برامج شهر رجب :
- الصيام .. قمع الشهوات
عن موسى بن جعفر قال : من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسير سنة، ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنّة.
الصيام هو أفضل وسيلة لتربية الإنسان، وهو أفضل وسيلة لقمع شهوات الإنسان والتمرد عليها.. ومحصلة الصيام تعزيز التقوى عند الإنسان.
الاستغفار... الندم على الماضي
وعن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : قال رسول الله : رجب شهر الاستغفار لامّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فانّه غفورٌ رحيم، ويسمّى الرجب الاصبّ لان الرّحمة على امّتي تصب صبّاً فيه، فاستكثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .
الإستغفارهو( إعادة بناء الذات بما يرضي الرب وبما يكون أقرب إلى المكرمات وإلى الرحمة الإلهية التي وعد عباده) والإستغفار هو ندم على أعمال الماضي و العزم على بناء مستقبل جديد.
- الدعاء والذكر والصدقة
روي عن رسول الله قال : من قال في رجب: (لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ) ألف مرّة، كتب الله له مائة ألف حسنة وبنى الله له مائة مدينة في الجنّة .
عن النّبي انّه قال من قال: في رجب: اَسْتَغْفِرُ اللهَ لا اِلـهَ إِلاّ هُوَ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ مائة مرّة وختمها بالصّدقة ختم الله له بالرّحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مائة شهيد .
إن المؤمن الذي يذكر الله ذكراً متكاملا بكل جوارحه، تراه يتغير جذرياً بمجرد سماع لفظ الجلالة حتى يطمئن ويسكن فؤاده. ومن يتصدق ولو بالقليل تراه يتعايش مع الفقراء و المحتاجين ...
- العمرة الرجبية ... لتشملك الرحمة
روي رسول اللّه : أفضَلُ العُمرَةِ عُمرَةُ رَجَبٍ.
روي عن الإمام الصادق : المُعتَمِرُ يَعتَمِرُ في أيّ شُهورِ السّنَةِ شاءَ وأفضَلُ العُمرَةِ عُمرَةُ رَجَبٍ..
العمرة ما هي إلا توفيق لأن تكون ضيافة الله .وهناك الرحمة الإلهية ... وهناك مواقف يجب عليك الوقوف لتتوجه بكامل مشاعرك لله تعالى لأن يقبل توبتك وعملك... و أن يشملك برحمته ... العمرة هي تعمير لذاتك على المزيد من الطاعة... والعمرة هي بدأ صفحة جديدة مع الله ...
وغيرها من الصلوات و الأذكار اليومية
علينا أن نهتم بهذه البرامج اهتماماً بليغاً، ونعقد العزم على ممارسة التغيير الذاتي، ونستثمر هذا الشهر في تطبيق هذه البرامج، ونقطع حالة الفتور الروحي، وننطلق في رحاب الذكر والدعاء، ونقمع شهواتنا بصيام بعض الأيام.
ليكن شهر رجب منطلقا في تعزيز الحالة الروحية، ونشر هذه الثقافة بين صفوفنا، وحث الأخرين لحضور هذه البرامج، والتشجيع عليها.
أخيراً لا تدع شهر رجب ينقضي دون أن تحقق أي تغيير في ذاتك...