دع اليأس وعش الحياة
قال الإمام علي : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج (1).
هل تسلل اليأس يومًا ما إلى ذاتك؟!
إنه زائر غير مرحب به يحل على بعضنا ضيفًا فيقلب حياتهم ويحول تلك الفرحة إلى بؤس، وذلك النشاط يتحول بسببه إلى كسل، ويتراجع الإنسان عن آماله وأهدافه.
نعم هو اليأس الذي يصيب الروح والعقل معًا بالإحباط، فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغير الأحوال والأوضاع والأمور من حوله، ويظن أنه لا سبيل للنجاح!!
إن استسلام البعض لليأس والإحباط هو بسبب ضعف الثقافة ومحدوديتها وتهيئة الأرضية المناسبة له، يقول د.عبدالله المغلوث : تفشى الإحباط في مجتمعاتنا لأننا تخلينا عن الفرح، انصرفنا عن البهجة، ونسينا أن الأفراح الصغيرة وقود للأفراح الكبيرة، وأن البحر يبدأ بقطرة، والشجر ينهض من بذرة.
- كيف نقاوم اليأس؟
هناك وسائل عديدة تساعدك في التغلب على اليأس اذكر لكم أهمها:
- القرآن كتاب أمل
من يتدبر في آيات القرآن الكريم سيجده مليء بالقصص التي تشحن الإنسان أملاً، وتبين له مدى الانتصارات التي حققها الأنبياء وإليك هذا النموذج: سورة يوسف ... لا تيأس
فهذه هي أكثر السور التي تحدَّثت عن المواقف الصعبة التي تسبب اليأس، فنبي الله يعقوب ونبي الله يوسف لم يفارقهما الأمل والتفاؤل في أحلك الظروف وأشدها، قال تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ يوسف آية87 قالها يعقوب وهو في أشد حالات المحنة، وبعدها كان الفرج.
فإذا رأيت أحداثاً تُصيبُ بالإحباط.. ولم تفهم الحكمة منها.. فلا تيأس ولا تتذمَّر.. بل ثِق في تدبير الله.. فهو مالك هذا المُلك.. وهو خير مُدبِّر للأمور..
آيات إيجابية
يقول تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح: 5-6].
إن هذه الآيات ومثيلاتها تخفف وطأة المشاكل والأحداث الصعبة، فهي تدعونا لتلقي الأحداث الحاضرة المؤلمة بالرضا والتسليم، وبنفس منشرحة مشحونة بالأمل فيما سيأتي، صابرة على العسر الواقع.
فَالنَّفْسُ الْمَشْحُونَةُ بِأَمَلِ الْيُسْرِ الْقَادِمِ، يَضْمُرُ لَدَيْهَا أَلَمُ الْعُسْرِ الْقَائِمِ، وَمُنْتَظِرُ الْفَجْرِ الْقَرِيبِ لَا يَشْعُرُ بِظُلْمَةِ اللَّيْلِ الْقَاتِمِ.
- الدعاء كبسولة الأمل
الدعاء يبعث في شرايين قلبك أمواجًا من الطمأنينة والهدوء والثقة، ويحول المشكلة إلى مدرسة، والصعوبات إلى معارج الكمال، والدعاء قبل كل ذلك ينزل عليك الفرج ويحيطك بالرحمة(2).
إن الدعاء يلهم الإنسان الأمل، ويعالج اليأس والقنوط فالداعي يرجو دائمًا رحمة ربه مهما كانت الظروف قاسية.
ومن الأدعية المهمة لهذه الأزمة دعاء الأمن للإمام السجاد حيث يقول: " فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَاَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ،.."
- إحياء القضية المهدوية إحياء الأمل
يمكن الاستفادة من المناسبات الدينية في بث القيم والمثل الحضارية والتي منها (مقاومة اليأس والانهزام).
وهذا الذي يدعونا (لإحياء قضية الإمام المهدي في أوساط الأمة وخاصة في هذا العصر لما توفره هذه القضية من زخم روحي، في نفوس المسلمين، حيث تلهمهم الأمل و تشيع في قلوبهم الثقة بالنصر، وتحفزهم للتطلع لاستعادة مجد الإسلام وقيام حضارته العالمية، حيث تؤكد الأحاديث المتواترة ذلك، كقولـه : «لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي، أو من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً» (3).
لنتخذ من هذه المناسبة فرصة لإعادة شحن الأمل والتفاؤل ولنعمق هذه الروحية ونعززها في نفوسنا وأولادنا ولنقرأ الإمام المهدي قراءة أمل ورفاه للبشرية، لننمي في ذاتنا حبه والتمسك به.
- كلمات تشحنك أملاً
إليك هذه الكلمات لعلها تساعدك في تخطي مشكلة اليأس:
أ ) لا تيأس مهما عصفت بك الحياة، فإن الله الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي قادر على أن يجعل لك مخرجًا ويرزقك من حيث لا تحتسب.
ب ) يقول ويلاند: هناك نوعان من الناس: نوع المرساة ونوع المحرك، إنك بحاجة إلى الابتعاد عن المرساة والارتباط بالمحرك؛ لأن الأشخاص من نوع المحرك يتحركون صوب هدف ما ويستمتعون بالمزيد من المرح، أما الأشخاص من نوع المرساة فسيجذبونك لأسفل فحسب(4).
ج ) لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات(5).
د ) لكي تتجنب توالي الكوارث، لابد أن تكسر حلقات التشاؤم المحيطة بروحك(6).