المهدوية؛ من صميم الإيمان بالقدرة الإلهية
إذا حانت لك التفاتة، وسمعت حينها همسا في روعك، فاقشعرّ جلدك وفاضت عيناك، فاعلم أنك قد نظرت بقلب بصير وعقل مستنير، فـ« في كل شيء موعظة وعبرة لأولي الألباب والاعتبار»[١]، وما على الانسان إلا أن يفتح منافذ قلبه لكي يرى من حوله آيات ربه العظمى، ولا يتأطر بحواسه فيجمد على ما تراه عيناه.
فعندما تنظر بعين البصيرة سترى الليل والنهار، والشمس والقمر، والنجوم والكواكب،.. كلها آيات بينات على قدرة الرب وكمال صنعه.
- مفهوم القدرة الإلهية:
قد يغفل البعض فيظن أن قدرته سبحانه وتعالى قد تقارن مع قدرتنا، وذلك للتشابه اللفظي.
أو يتوهم أحدهم -شططا- أن لقدرته سبحانه وتعالى حداً محدوداً بما يرى ويعقل من عجائب قدرته سبحانه وتعالى في هذا الكون.
أو ذاك الآخر يشتبه أن قدرته سبحانه محدودة بحدود هذا الكون وقوانينه، فلا يمكن لقدرته أن تتعدى ذلك فيخلق ويبدع كوناً جديداً، أو يحدث تغيرا وتبدلا في تلك القوانين الكونية طوعاً لأمره.
كل ذلك التوهم.. ترفعه وتبدده الآيات في ختام سورة يس؛ حيث يقول تعالى:(أَوَلَیۡسَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰۤ أَن یَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِیمُ - إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ - فَسُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِی بِیَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیۡءࣲ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ)[٢]
ولأمير المؤمنين كلام عن القدرة الإلهية؛ يبين لنا فيه أن كل ما نراه من عظيم قدرته سبحانه قليل بالنسبة لما لم نره ولم نعرفه؛ حيث يقول :
«ما أعظم اللهم ما نرى من خلقك، وما أصغر عظيمه في جنب ما غاب عنا من قدرتك» [٣]
وبعد هذا البرهان أنى لشك والارتياب في الأخبار والروايات الشريفة؛ التي تخبرنا بأن انسانا أراد الله سبحانه وتعالى بقدرته أن يحفظه ويطيل عمره لما يزيد عن الألف واربعمائة عام أو ألافاً حسبما يشاء سبحانه؛ أفهذا أعظم أم خلق مثل السماوات والأرض، وعندما أقول أعظم بمعاييرنا نحن البشر أما عند الله فكلاهما بالنسبة له سواء فأمره بين الكاف والنون.