١٠ دروس من عاشوراء الحسين (عليه السلام)
لو قيل لك اكتب عشر دروس تعلمتها من عاشوراء، ماذا ستكتب؟
دروس عاشوراء لا يمكن أن تحد بعدد معين، فهي مدرسة شاملة... تتضمن العديد من الدروس والعبر، وتكتب عنها الموسوعات والمجلدات.
عاشوراء تلهم الكتاب والخطباء، فتجد المقالات والقصائد الشعرية والخطابة المنبرية المتجددة.
جميعنا حضر المجالس الحسينية واستمع وتأثر بمصيبة الحسين وأهل بيته وأصحابه الكرام، ولا شك أن كل مجلس قد قدح في عقولنا فكرة ما، ولكي تبقى هذه الدروس خالدة وملهمة أدعوك لتسجيلها وحفظها في مذكراتك اليومية.
إليكم هذه الدروس العشر:
1 ) عاشوراء مناسبة ملهمة لكل أعمال الخير والصلاح، مناسبة تعميق القيم السامية في النفوس والمجتمعات، عاشوراء مناسبة تحيي المجتمعات وتبعث فيها روح الحياة.
عاشوراء مناسبة متجددة تتناسب مع ظروف العصر.
2 ) عاشوراء منبر رسالي وخطيب رسالي، يناقش فيه قضايا المجتمع، ويخاطب عقل المستمع ليخرجه من الكسل الفكري إلى الإبداع الفكري، ومن التفكير المحدود إلى التفكير العالمي.
المجلس الحسيني الرسالي هو الذي يحقق تقوى القلوب وهو الذي يرسخ الفضائل كالشجاعة والثقة بالله والمسؤولية والوفاء، والعزة والكرامة والعدالة.
3 ) من الحسين نتعلم روح العطاء، هذا الخلق العظيم الذي تجلى في شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) في أقدس صوره حيث بذل الغالي والنفيس في سبيل الله.
لنتعلم من الحسين ترويض النفس وحثها على البذل والعطاء، ليكن لنا مشاركة (عطاء) دائمة لإحدى الجهات الخيرية.
4 ) المبادرة للإصلاح (إنما خرجت لطلب الإصلاح) عندما رأى الإمام الحسين وضع الأمة وما تحتاجه من إصلاح أعلن عن نهضته وبدأ مسيرته الإصلاحية.
لم ينتظر الإمام الحسين حتى تتضخم مشاكل الأمة بل سارع للإصلاح.
وهكذا هي حياتنا ينبغي أن نبادر لإصلاح أي خلل دون الانتظار، ففي الانتظار تضخم وتعقد المشاكل.
5 ) عاشوراء المرأة: للمرأة دور ريادي في عاشوراء في صناعة الانتصار، لها موقفها ولها تضحياتها.
لقد كانت زينب واقفة جنبًا إلى جنب الحسين لتصنع بذلك أعظم موقف في دور المرأة في قيادة التغيير.
لقد ضربت لنا السيدة زينب أروع الصور في تحملها لدورها والحفاظ على منجزات نهضة الحسين .
لقد قدمت المرأة في عاشوراء أعظم الدروس في عاشوراء في العفة والحشمة والطهارة والحياء.
6 ) عاشوراء الأخوة (العباس): ما أعظمها من كلمة : "الآنَ انكسَرَ ظَهري، وقلَّتْ حِيلَتي، وَشمِتَ بي عَدُوِّي"(1)،هل لك أن تتصور موقف الإمام الحسين وهو يقف عند مصرع أخيه العباس ويقول هذه الكلمات.
الأخ ركن الروح، بل الأخ عمودٌ في روحك، فلا تدع مشاكل الحياة تؤثر على علاقتك بإخوانك.
7 ) عاشوراء الدور الريادي لكبار السن: مهما بلغ عمر الإنسان إلا أنه قادر على العطاء بما يتناسب وعمره. وفي عاشوراء كان (حبيب بن مظاهر) قمة في الإيمان حيث ورد في بعض المقاتل (للهِ دَرُّكَ يَا حَبِيْب، لَقَدْ كُنْتَ فَاضِلاً، تَخْتُم القرآنَ في لَيلْةٍ واحِدَة)(2). وقمة في الشجاعة.
إن كبار السن يمتلكون خبرات (تراكمية) ينبغي أن توظف هذه الخبرات في التنمية المجتمعية.
8 ) عاشوراء الشباب (القاسم والأكبر) تقف عند همومهم وتطلعاتهم وتحديات عصرهم.
علينا أن نوجه قدرات الشباب وكفاءاتهم لخدمة مجتمعهم، علينا أن (نطعم) المشاريع الاجتماعية بالطاقات الشابة، فلهم رؤيتهم الجديدة التي تتناسب مع العصر وتحدياته.
9 ) عاشوراء حركة إعلامية إبداعية
مع التطور العالمي في وسائل الاتصالات كان لزامًا أن تتجدد وسائل الإعلام في مجالس عاشوراء، ومع تحديات الوضع (الصحي) كان هناك إبداع إعلامي مميز، استخدمت فيه وسائل التواصل الاجتماعي بشكل احترافي، وكان بطلها البث المباشر للمجالس الحسينية، والذي يعتبر خطوة لعمل إعلامي جديد.
10 ) لنعرف الحسين حق معرفته
قال رسول الله « إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض » (3).
لا يمكنك أن تتفاعل مع شخصية ما لم تتعرف على معالهما وهويتها، ومن المعرفة الحقة تتولد المحبة، تزداد قوة التمسك بالشخصية، ومن ثم العمل والتضحية لإحياء مشروعه. كما قال : "من كان باذلاً فِينَا مهجتَه، وموطِّناً على لِقَاء الله نفسه، فلْيَرْحَل مَعَنا"(4).
الحسين هدى ونور في الدنيا وفلاح وسعادة في الآخرة.