الحلقة السادسة : حرب الإبادة الجماعية ضد سيد الشهداء ع في كربلاء

محمد علي العبدالعال
  • تحديث معلوماتي:

- من المهم جدا إعادة إنتاج التاريخ وإعادة قراءة أحداثه بما يتناسب والزمن الحاضر لتقريبه للأذهان ، عبر الدراسات أو الأفلام الوثائقية أو السينمائية أو حتى على مستوى الطقوس والتراث الديني الاجتماعي

- الإبادة الجماعية والتطهير العرقي حالة وحشية في تاريخ البشرية تنم عن وحشية السلطات غير الشرعية كما في سورة البروج قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) *وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ *

- وفي العصر الحديث من أبرز حروب الإبادة  : 

مجزرة صبرا وشاتيلا هي مجزرة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982[1][2] واستمرت لمدة ثلاثة أيام عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 750 و 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين

إنسحبت قوات البيشمركة انسحاب مفاجئا من بلدة سنجار فقامت قوات داعش بالسيطرة على البلدة في يوم 4 أغسطس 2014 *وقتلوا عددا كبير من الإيزيديين يصل لحوالي 5,000 شخص وقاموا بسبي العديد من النساء الإيزيديات، بينما هرب البقية إلى جبل سنجار وحوصروا هناك لعدة أيام ومات العديد منهم هناك بسبب الجوع والعطش والمرض

وفاجعة كربلاء تعتبر أفضع الجرائم الإنسانية والتي نضعها اليوم تحت المجهر بمنظور المعجم السياسي الدولي المملوء بالمجازر عبر التاريخ السياسي

ماذا نقصد بحرب الإبادة الجماعية

* تعني :الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:

قتل أعضاء من الجماعة،
إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،
إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي الكلي أو الجزئي.

وبحسب شهادة كتب التاريخ الإسلامي من  العامة والخاصة ككتاريخ الطبري ،وتاريخ الكامل لابن الأثير ،وتاريخ الذهبي، ومقاتل الطلابيين ،ومعجم البلدان ، ومقتل الحسين للخوارزمي و كتاب اللهوف للسيد ابن طاووس ونفس المهموم للشيخ القمي وبقية كتب السير تثبت تورط النظام الأموي في مجزرة رهيبة ارتكبت في حق ابن نبي الإسلام *الإمام الحسين ع

مفردات الإبادة : إلحاق الأذى الجسدي :

 لم يكتفوا بقتل الإمام الحسين ع أمام عياله ونسائه بل وقطعوا رأسه الشريف ثم التمثيل بجسده حيث داست فرقة خاصة من الفرسان جسده بحوافز حديدية معدة مسبقا ،طحنت ضلوعه! ثم أخذوا في تقطيع أعضاء جسده ثم سلبه ثيابه 

يذكر الشيخ عباس القمي رحمه الله في كتابه نفس المهموم) قال :وأخذ( خاتمة وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي لعنه الله وقطع إصبعه مع الخاتم
‏وأخذ عمامته أخنس بن مرشد بن علقمة الحضرمي فاهتم بها فصار معتوها
🥷‏وأخذ سراويله بحر بن كعب التميمي لعنه الله فروي أنه صار زمنا مقعدا من رجليه

إلحاق أذىً جسدي أو روحي بركب السبايا: نعم لقد تعرض ‏الإمام الحسين ع لأشد المعاناة النفسية فكان من أفضع المشاهد في ذلك‏ قتل عبدالله الرضيع أمام مرأى النساء والأطفال مما صنع حالة من الإرهاب الدموي في ذاكرة التاريخ 

ومن الأذى الجسدي ترحيل النساء والأطفال بحالة مأساوية ثياب محترقة ومرملة وأجسادهم تضرب بالسياط‏ قال الشيخ المفيد قدس وأدخل عيال الحُسين ع على ابن زياد فدخلت زينب في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها، وتعمد الإهانة بالشتم والسب تارة وبإيقافهم على أبواب المدن للشماتة بهم وإيداعهم أماكن الاستراحة في الخرائب 

وإجبارهن على المسير مسافات طويلة  مما أنحل أجساد النساء والأطفال وأدى إلى موت وهلاك البعض كما حدث للسيدة رقية بنت الحسين ع في الشام والسيدة خولة في لبنان وإسقاط حمل (المحسن) في حلب

وهروب ولدي مسلم من الذعر قبل دخول الكوفة مما أودى بذبحهما مؤخرا على نهر المسيب صبرا!


جدير بالذكر ذكر المسافات التي قطعها ركب السبايا مع مولانا زين العابدين
لندرك صورة أخرى من المعاناة الجسدية والنفسية التي تدخل في قاموس المجتمع الدولي بمسمى حرب الإبادة

فمجموع المسافات يكون

4100 كيلومتراً على فرض الذهاب من الكوفة إلى دمشق من أقصر الطرق - وهو طريق البادية - وعدم الذهاب مرّةً اُخرى إلى كربلاء عند رجوعهم ، وفقاً للحساب التالي :

 (من المدينة إلى مكّة) 431 كيلومتراً + (من مكّة حتّى كربلاء) 1447 كيلومتراً + (من كربلاء وحتّى الكوفة) 70 كيلو متراً + (من الكوفة وحتّى دمشق - من طريق البادية) 923 كيلو متراً + (من دمشق وحتّى المدينة) 1229 كيلو متراً .


وبعون الله سنتطرق لمفردة أخرى من مفردات جرائم الحرب لنقرأ قصة* كربلاء من جديد ليفهمها الجيل الجديد إنها معركة الكرامة.