زينب العقيلة (ع) في رحلة السبايا
لا يمكن فهم النهضة الحسينية، من دون ان نعرف عظم ما قامت به زينب العقيلة في رحلة السبايا.
فالقراءة التجزيئية لنهضة سيد الشهداء ، والتي تهمل ركب السبايا، او تعتبره امراً طارئاً هامشياً، تقع في خطأ جسيم يفقدها القدرة على فهم ابعاد هذه النهضة المباركة وأهدافها.
فكل التفسيرات المادية او السطحية .. تصطدم بجدارٍ سميكٍ عنوانه (شاءَ الله ان يراهن سبايا).
فمنذ اليوم الأول من تخطيط هذه النهضة، كان الدور مرسوماً لزينب ولأم كلثوم و لفاطمة بنت الحسين ولغيرهم من النساء في تحقيق الهدف الإلهي من النهضة الحسينية.
ولكن ما نشاهده اليوم، أن عظم الفاجعة اخفى تلك الرسالة.. فصرنا لا نعرف زينب الا بآلامها و احزانها .. و دموعها، ونرسم في داخلنا عنها صورة المرأة المنكسرة الباكية الحزينة، وهي صورة - وان استجلبت الدمعة والعَبرة- الا انها غير صحيحة تماما.
ولكن كما ان كربلاء وشهادة ابي عبد الله لا يمكن ان تقرأ من منظار (المأساة) فحسب.. كذلك رحلة السبايا.. فهي مأساة بحق، ولكنَّها ليس مأساة عبثية، بل اختارتها زينب لتبقى شعلة النهضة الحسينية مضيئة وقّادة.
فالراية التي سقطت من يد العباس يوم كربلاء.. تلقفّتها زينب، و تحمَّلت ثقل الرسالة مع ثقل المصيبة، فصارت أماً للرسالة وللمصائب معاً!
ولا عجب بعد ذلك أن لا تلتفت هي الى تلك المصائب .. بل تخاطب ذلك الطاغية الأرعن قائلة: (ما رأيتُ الا جميلا)