المرجع المدرسي : مسيرة الأربعين طريقنا لتزكية النفس وبناء الأمة الرشيدة

شبكة مزن الثقافية

اأنتم أيها الاخوة الكرام! وأيتها الاخوات الكريمات! وأيها الأشبال الأعزاء!

أنتم اليوم استطعتم - بإذن الله وبتوفيقه وبمنّه - أن تتحركوا نحو الجنة، أن تنطلقوا نحو الكمال والتعالي، فكل خطوة تخطونها في زيارة سيد الشهداء عليه السلام تُقرّبكم الى الله سبحانه وتعالى زُلفى، وتُبعدكم عن نار جهنم. تُقرّبكم من الحق، وتُقرّبكم من النبي الاكرم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن أهل بيته الأطهار عليهم السلام ومن أصحابهم وأنصارهم الكرام. 

كم هي فرصة ذهبية - أيها الاخوة والاخوات - أنْ وفقكم الله لكي تطهِّروا أنفسكم من درن الذنوب، ومن العصبيات. تطهِّروا أنفسكم مما ينغِّص العيش ويفرّق الأحبة، مما يزيد الانسان حملا فوق حمله ووزراً فوق وزره، أعاذنا الله سبحانه وتعالى من ذلك ومن شر الشياطين.

  • الاندماج مع فريق الايمان

إنَّ أول هدف نستهدفه نحن في زيارة أهل البيت عليهم السلام وبالذات زيارة الحسين عليه السلام هو أنْ نندمج مع الفريق الايماني، مع حزب الله الصالحين، مع جند الله المخلصين، مع اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. 

 

  • التحليق في رحاب الحق

إنَّ الاحقاد، والعصبيات، والمصالح الذاتية الصغيرة، والآراء الشخصيّة الضيِّقة، إنَّ هذه أخطر شيء بالنسبة الينا، وعلينا اليوم أنْ نتخلص منها. إنها الوزر الشيطاني الكبير الذي يبعدنا عن التحليق في رحاب الحق، فعلينا أنْ نتحرّر منها. ومن ثَمَّ علينا أنْ نقترب الى بعضنا أخوة صادقين صالحين، اخوة اصفياء اوفياء.

إنَّ هذه الاخوّة الايمانية التي نقرأ عنها في كتاب الله ونسمعها في خطب اخواننا الكرام، حاوِلوا اليوم - وانتم في هذا الطريق - أنْ تحققوها في انفسكم.
بلى علينا - ونحن نسير في طريق الحسين عليه السلام - أنْ نجعل مسيرتنا هذه مسيرةً مطهَّرة، مسيرةً خالصةً لوجه الله.

  • الولاية الحقيقية

فالمؤمنون الصادقون الصالحون يقولون في دعائهم لربهم رب العزة: ﴿وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا، وفي زيارتنا لأبي عبد الله الحسين عليه السلام نقول: «إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَلِيُّ لِمَنْ وَالاكُمْ، وَعَدُوٌ لِمَنْ عاداكُمْ». 

إنَّ هذه هي المودة الحقيقية، وهذا هو القرب الحقيقي، فالولاية الحقيقية لاهل البيت عليهم السلام لا تعني أنْ نحبهم فقط، بل نحب من يحبهم أيضاً، ونبغض من يبغضهم، ونتبرّأ ممن يتبرؤون منه، هذه هي الولاية الحقيقية، وهي ولاية الله.

هذه الولاية تجعلك انت ممن قال الله سبحانه وتعالى عنهم: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ هذه الذروة التي نقرأ عنها في بعض الادعية: «وَأَظِلَّنِي فِي ذَراكَ» هذه هي ظلال الولاية الالهية.

  • الحب والتعاون والعمل

وحينما تغمرنا هذه الولاية فإننا نحب بعضنا البعض، وبعد الحب نتعاون مع بعضنا، وبعد الحب والتعاون نتشاور مع بعضنا، ونحقق أحلامنا وتمنياتنا وأهدافنا الكبرى.

  • ثم أيها الاخوة الكرام! 

إنَّ هذه الامة المرحومة التي يقول عنها ربنا سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ، ويقول عنها: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، كما يقول عنها عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، إنَّ هذه الامة هي التي نفتخر بالانتماء اليها، ونشكر الله ونشكر الصالحين من أسلافنا الذين عملوا من أجل تربيتنا على الاندماج مع هذه الامة، وعلى أنْ نحب بعضنا ونتعاون مع بعضنا ونعمل من أجل أهدافنا الكبرى. 

  • التواصي .. من سمات المؤمنين

إنَّ هذه الامة اليوم بحاجة الى المزيد من التلاحم، والمزيد من الصفات التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، فقد امر الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين بالتواصي حيث يقول: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ. فأنا أوصيك وأنت توصيني. وهذا يشمل الكبار والصغار، العلماء وغيرهم، المسؤولين ومَنْ سواهم، فالجميع يوصي بعضهم بعضا، ولا يرى أحدهم لنفسه على الاخرين مزيّة، فكلهم سواء كأسنان المشط. 

  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وأيضاً امرنا الله سبحانه وتعالى أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. فأنت مسؤول عن الناس من حولك، كما أنك مسؤول عن نفسك، لأنَّ عمل الخير يعم، كذلك الشر والعياذ بالله، فلا بد أن نأمر بالخير وننهى عن الشر.

ونحن مسؤولون أيضا عن التعاون فيما بيننا، فالاهداف الكبرى لا تتحقق إلّا بعزم صادق كبير وعزيمة وطنية كبرى.

  • لا.. للتبرير

نحن نعيش تحديات كبيرة في بلدنا، فالمال متوفر والحمد لله، والامكانات متوفرة، والفرص كبيرة، ولكن علينا أنْ نعرف كيف ندير هذا المال، وكيف ندبِّر امورنا وكيف نستثمر الفرص ونعمل الخير.

لا يجوز لنا أنْ نبرّر تخلفنا في الامور الاساسية في حياتنا (مثل الماء والكهرباء والأمن والرفاه وغيرها) ببعض الاعذار الواهية، فربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ

وعلي امير المؤمنين عليه السلام يقول: «إيّاكَ وَكَثْرَةَ الْاعْتِذَارِ، فَإنَّ الْكِذْبَ كَثيراً مّا يُخَالِط الْمَعَاذِيرَ». 

لا يجوز لنا أنْ نبرِّر تخلفنا وعدم قدرتنا على توفير وسائل العيش الكريم لشعبنا بأيّ تبرير، وهذه ليست مسؤولية الحوزات العليمة فقط، ولا مسؤولية السياسيين فقط، إنها مسؤولية الجميع. 

يجب أنْ نوحِّد جهودنا من أجل توفير وسائل العيش الكريم لأنفسنا وللاجيال القادمة باذن الله. هذا هو الحق وهذا هو الاصلاح. 

ألسنا نعلم بأنَّ الحسين عليه السلام إنما قام لطلب الاصلاح في أمة جده وشيعة أبيه، وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يعني من أجل ضمان حياةٍ طيبةٍ للامة؟

  • بين السياسة والدين

وعلينا - بالاضافة الى كل ذلك - أن نعرف أنَّ السياسة يجب أن تكون في خدمة الدين، والدين موهبة الرب سبحانه وتعالى من أجل بناء حياة كريمة للبشر في الارض، فاذا كانت السياسة تعاكس هذا الطريق فعلينا أن نصلحها، واذا كان السياسيون يقومون بدور آخر فعلينا أنْ ننبههم ونذكّرهم ونضغط عليهم من أجل أنْ يعودوا الى الصراط المستقيم.

إنَّ الانظمة والقوانين التي شُرّعت، والدستور الذي تم التصديق عليه، كل ذلك يجب أن نعيد النظر فيه إذا كان عقبةً أمام التقدم والبناء، لأنَّ منها ما ينفع ومنها ما يضر. 

  • أمانة المسؤولية

علينا أنْ نتخذ من سيدنا ابي عبد الله الحسين عليه السلام - الذي نحن اليوم في طريق زيارته - وسيلةً الى ربنا لنلتمس منه الشفاعة وقضاء حوائجنا. 

فالامام الحسين عليه السلام كما جده المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما الانبياء جميعا والصالحون من عباد الله، قد أدّوا الامانة التي كانت عليهم، تلك الامانة التي احتملها الانسان وعجزت عن احتمالها الجبال والسماء والارض. 

ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً. لقد حمل الانسان هذه الامانة العظيمة التي أبت السماوات والارضون والجبال أن تحملها واشفقن منها، فعلينا إذن أنْ نحمل الأمانة ونؤديها. 

  • العمل وليس الكلام 

اقرأوا رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام حتى تعرفوا ما هي مسؤوليتنا وما هي أبعادها.
على كل واحد منا أنْ يفكر في مسؤوليته بشكل جدي وهو يسير الى ابي عبد الله الحسين عليه السلام وعند رجوعه من مرقده الشريف، يفكر في كيفية حمل هذه المسؤولية، ليس وحده بل بالتعاون مع اخوته المؤمنين.
علينا أن نعرف كيف نقوم لله؟ كيف نكون شهداء ولو على أنفسنا؟ كيف نقوم بالقسط؟ كيف نحقق العدالة؟ 
لا يجوز لنا أنْ نتحدث فقط وكأنَّ الحديث وحده يكفي، بل يجب أنْ نحقق شيئا عمليا على صعيد تغيير الواقع الى الأفضل.

  • نحن والمسؤولين

وبالنسبة الى المسؤولين في بلادنا، يجب علينا أنْ نراقبهم ونراقب أداءهم، يجب أنْ لا نختار أحداً منهم إلّا بعد تمحيص كافٍ، ثم بعد ذلك علينا أنْ نتعاون معهم في تحقيق مسؤولياتهم، وأنْ نسدّدهم اذا انحرفوا عن الطريق، أو في حالات معينة نستبدل بهم غيرهم. 

وواضح أنه لا يمكن السكوت عن الوضع القائم، ولكن لا يعني ذلك اثارة الفوضى، لا يعني إشعال الحروب الداخلية. 

إنَّ الكثير من شعوب ودول العالم تواجه المشاكل والتحديات واختلاف وجهات النظر، إلا أنها تتعايش في ظل المسؤولية، فرغم أنَّ كل واحد من أبناء الشعب قد ينتمي الى حزب معين، أو الى رابطة إجتماعية خاصة، أو الى إطار محدّد، إلّا أنه يؤدي مسؤوليته ضمن هذا الاطار او الحزب او الرابطة في سبيل تحقيق افضل حياة له ولسائر أبناء شعبه.

  • التحديات ومسؤولية الإصلاح

إنَّ تحديات بلادنا كثيرة، فقد مرّت بلادنا بتجربة الاحتلال، ومرّت بتجربة الدكتاتورية، ومرّت بتجارب الحروب الخارجية، ومن ثم الصراعات الداخلية، أيْ إنَّ بلادنا عاشت - في الحقيقة - فتنا كبيرة، وبالرغم من أنَّ ظواهر هذه الفتن انتهت لكن آثارها موجودة. 

إنَّ قيام الامام الحسين عليه السلام ونهضته - كما أكد الإمام على ذلك مراراً - كان من أجل الاصلاح، ونحن علينا أن نكون جنوداً مجنّدة للاصلاح، واذا كان الهدف هو الاصلاح تحقيقاً لإرادة الله، فانَّ الله سبحانه وتعالى سوف يهدينا. 

الم يقل ربنا: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ

بلى، وهذا يتطلّب أنْ نتكامل مع الآخرين، فاذا اختلفتَ مع غيرك ممن ينشد الاصلاح مثلك فلا يعني الاختلاف التباعد، بل يعني التعاون والتكامل، فهو يقوم بدور وانت تقوم بدور آخر يكمِّله.

  • التكامل والتعاون

قد نرى إحدى الفئات المعارضة تدخل الحكم بعد فترة من المعارضة، وتحاول اصلاح الامور من داخل منظومة الحكم، بينما البعض الآخر يختار أنْ يكون خارج الحكم لكي يراقب الأداء ويسدِّد الخطوات البنّاءة. 

أنا اقول: مسؤوليتنا تتلخص في كلمتين، في التاييد والتسديد او التسديد والتاييد، يعني ليس من الصحيح أنْ نقف متفرجين. نحن بحاجة الى عزمة وطنية كبرى حتى نحول بلادنا الى ما ينبغي أنْ تكون عليه من المنعة حتى لا يعتدي علينا أحد، والاستقلال والحرية والكرامة والعيش الرغيد. 

  • رسالة الأربعين

هذه هي رسالة الاربعين في هذا العام. رسالتنا الاصلاح، وأن يعمل الجميع، كلٌّ من موقعه وبطريقته، من أجل الاصلاح، وهكذا نتكامل فيما بيننا. 
اخوتي الكرام! 

أساس الدين هو رفض الفساد، أساس الدين رفض الشرك، وأكثر الفساد ينطلق من الشرك وينتهي الى الشرك. 

وأول كلمة يقولها المؤمن هي: «لا إله» ثم يقول: «إلّا الله». يعني إنه - في البدء - يرفض الخضوع للطاغوت، كما يرفض الفساد والمحسوبيات والرشوة وكل ألوان الباطل: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ. هذه هي خارطة الطريق لنا أن نرفض الطغيان والفساد، ونعبد الله وحده.

  • الامام الحسين عليه السلام ومحاربة الفساد

لقد قام الامام الحسين عليه السلام بنهضته المباركة، وأبرز أهداف نهضته مواجهة الفساد العريض الذي نشرته عصابة بني أمية في الامة، إنهم أفسدوا كل شيء وجعلوا أمام كل حقٍّ باطلا. أفسدوا العقيدة، وأفسدوا الثقافة، وأفسدوا الاقتصاد، وأفسدوا السياسة. 

وجاءت نهضة الامام الحسين عليه السلام لمكافحة هذا الفساد العريض. وعندما نقرأ كلمات الامام في المدينة قبل أنْ يخرج، وكلماته في مكة المكرمة قبل أن يغادرها، وفي طريقه الى كربلاء، وفي يوم عاشوراء، وأيضاً عندما نقرأ كلمات ورثة ثورته وحملة رايته بعده الامام زين العابدين عليه السلام والصديقة الصغرى زينب الكبرى عليها السلام.. كل تلك الكلمات والخطب تدل على واجب الاصلاح وهدم النظام الفاسد وإقامة البناء الصحيح، ولا يمكن البناء إلّا بعد الهدم. 

  • اللعنة تلاحق بني أمية

وفعلا، وبعد ألف شهر من حكم بني أمية، أصبح الأمويون خبراً من الاخبار السيئة في تاريخ الأمة، وحتى الان لا تزال اللعنات تلاحق بني أمية وحكمهم الجائر.
إنَّ الكثير مما فعلوه سقط وانهار بسبب ثورة الامام الحسين عليه السلام. إنهم اثاروا العصبيات، اثاروا التفرقة، اثاروا الثقافات الجاهلية، وغيرها من الامور السلبية وعوامل الفساد، ولكنها سقطت وتخلصت الامة منها.

 والى الآن ونحن كأمة اسلامية مدينون لثورة الامام الحسين عليه السلام في رفضنا للجاهلية بكل انواعها، رفضنا للعصبيات، رفضنا للشرك بألوانه، رفضنا للطاغوت وللجبابرة، وللجبت والفواحش ما ظهر منها وما بطن.

لقد استطاعت الامة الاسلامية ببركة الامام الحسين عليه السلام وثورته العظمى أن تتخلص من كثير من العبوديات الباطلة، ومن كثير من المفاسد. 

  • العالم يتوق لمبادئ الحسين

واليوم، وبعد أنْ انتشرت آثار هذه النهضة في العالم، وتركت بصماتها على  حياة البشرية في آفاق الارض، نرى كيف أنَّ الكثير من أبناء العالم وفي ايام ومناسبات متصلة بنهضة أبي عبد الحسين عليه السلام اصبحوا أكثر شوقا للتعرف على مبادئ هذه النهضة الكبرى والاستفادة منها.

فعلينا أن نرسم خارطة الطريق لنشر المبادئ التي أرستها نهضة الامام الحسين عليه السلام في رفض الشرك، ورفض الفساد، ورفض العبودية لغير الله، ورفض الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبناء الامة الاسلامية الرشيدة. 

وعلينا أن نبدأ بشعبنا الابي في العراق، هذا الشعب الذي ورث من أبي عبد الله الحسين عليه السلام الكثير الكثير من القيم المثلى. 

هذا الشعب الذي تفيض منه القيم السامية، ومن أبرزها الكرم الاسلامي الحسني العلوي المحمدي الفاطمي الزينبي، هذا الكرم الذي نجده عند شعبنا في ايام الاربعين، وفي مناسبات أخرى، حيث الموائد التي تمتد عشرات الكيلومترات وبسخاء. هذا في الواقع جزء بسيط مما ورثناه من نهضة ابي عبد الله الحسين من واقعة الطف. 

لقد تشرفنا بأنْ نكون من ذلك الشعب الذي خصص ربنا سبحانه وتعالى أرضه (ارض الرافدين) لمراقد اهل البيت عليهم السلام. فمرقد الامام امير المؤمنين في النجف، ومرقد الامام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس في كربلاء، ومرقد الامامين الكاظميين في الكاظمية، ومرقد الامامين العسكريين في سامراء، وكذلك سرداب الغيبة في سامراء، فهذه الارض ارض مباركة من ايام نوح النبي وابراهيم الخليل عليهم السلام وسائر الانبياء الذين لا تزال مراقدهم وآثارهم موجودة في العراق. هذه نعمة كبيرة فلا بد أن نتحمل مسؤوليتنا تجاهها. 

  • العالم يتوق لمبادئ الحسين

واليوم، وبعد أنْ انتشرت آثار هذه النهضة في العالم، وتركت بصماتها على  حياة البشرية في آفاق الارض، نرى كيف أنَّ الكثير من أبناء العالم وفي ايام ومناسبات متصلة بنهضة أبي عبد الحسين عليه السلام اصبحوا أكثر شوقا للتعرف على مبادئ هذه النهضة الكبرى والاستفادة منها.

فعلينا أن نرسم خارطة الطريق لنشر المبادئ التي أرستها نهضة الامام الحسين عليه السلام في رفض الشرك، ورفض الفساد، ورفض العبودية لغير الله، ورفض الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبناء الامة الاسلامية الرشيدة. 

وعلينا أن نبدأ بشعبنا الابي في العراق، هذا الشعب الذي ورث من أبي عبد الله الحسين عليه السلام الكثير الكثير من القيم المثلى. 

هذا الشعب الذي تفيض منه القيم السامية، ومن أبرزها الكرم الاسلامي الحسني العلوي المحمدي الفاطمي الزينبي، هذا الكرم الذي نجده عند شعبنا في ايام الاربعين، وفي مناسبات أخرى، حيث الموائد التي تمتد عشرات الكيلومترات وبسخاء. هذا في الواقع جزء بسيط مما ورثناه من نهضة ابي عبد الله الحسين من واقعة الطف. 

لقد تشرفنا بأنْ نكون من ذلك الشعب الذي خصص ربنا سبحانه وتعالى أرضه (ارض الرافدين) لمراقد اهل البيت عليهم السلام. فمرقد الامام امير المؤمنين في النجف، ومرقد الامام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس في كربلاء، ومرقد الامامين الكاظميين في الكاظمية، ومرقد الامامين العسكريين في سامراء، وكذلك سرداب الغيبة في سامراء، فهذه الارض ارض مباركة من ايام نوح النبي وابراهيم الخليل عليهم السلام وسائر الانبياء الذين لا تزال مراقدهم وآثارهم موجودة في العراق. هذه نعمة كبيرة فلا بد أن نتحمل مسؤوليتنا تجاهها. 

  • الأخلاق الحميدة صبغة الحياة الايمانية

وكلمة أخيرة أيها الاخوة الكرام! وايتها الاخوات الكريمات! 

نحن حينما نتصل بهذا المنهج الالهي لنهضة الامام الحسين عليه السلام، ونستمد من فكره الالهي وروحه الطاهرة ايمانا ثاقبا وعزما راسخا، إنما نتحمل مسؤوليات كبيرة في طريق النهضة والتغيير ومكافحة الفساد وإصلاح المجتمع. 

ولكن - في نفس الوقت - علينا أنْ لا ننسى أنْ نُحسن اخلاقنا مع أنفسنا، ومع بعضنا البعض. 

إنَّ هذا الخلق العظيم الذي يتحلى به الاخوة الكرام والاخوات الكريمات في المسيرة الاربعينية، حيث نجد أن العلاقات فيما بينكم تكون علاقات ملائكية ومثالية، إنَّ هذا الخلق يجب أنْ نجعله صبغة لحياتنا في كل ايام السنة، هذه الاخلاق الحسنة، الاخلاق المحمدية التي يقول عنها ربنا مخاطبا النبي: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ، الاخلاق العلوية الفاطمية الحسنية الحسينية، اخلاق اهل البيت عليهم السلام هذه الاخلاق يجب أنْ تكون صبغتنا في العلاقة مع الزوجة ومع الاولاد ومع الجيران ومع كل من نرتبط بهم في حياتنا. 

وختاما نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يجعل هذه السنة أكثر بركةً من الاعوام الماضية

وأنْ يرزقنا توفيقا لطاعته واتّباع سنة رسوله، ونهج ابي عبد الله الحسين عليه السلام.