سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي للشباب
وصية سماحة آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي للشباب، في مواجهة الفاسد من مواقع التواصل التي تسعى لتعميم الانحلال الخلقي لإدخال النفور من الدين في قلوب الشباب:
1: عدم دخول تلك المواقع التي تبث السموم؛ لأنها مضيعة للوقت، ومحطمة للأعصاب، كما يمكن أنه تخرب دينه بما تبثه من شبهات وتشكيكات عقائدية لا يملك الشاب ـ عادة ـ سلاحاً فكرياً وعلمياً كافياً لردها.
نعم، من يمتلك فكراً قوياً وأدلة كافية وحججاً قوية، يمكنه التصدي لتلك الشبهات والرد عليها.
كما أن الانشغال الزائد والمفرط بهذه الأجهزة ـ كالموبايل وشبهه ـ تشغل الناس عن التواصل الحقيقي وتدخلهم في تواصل وهمي؛ فترى بعض الأهل والأقرباء والأصدقاء حين يلتقون مع بعضهم، ينشغل كل شخص منهم بجهاز الموبايل الخاص به، ولا يكاد يتكلم مع الآخر إلاّ قليلاً، وهذا يولد عادةً كآبةً وانطواءً وانعزالاً عن المجتمع.
2: مطالعة تفسير القرآن الكريم بالكامل، وللسيد الوالد تفسير مختصر اسمه: (تبيين القرآن)، وإذا كان لديكم مجال فطالعوا (تفسير الصافي) للفيض الكاشاني (رحمه الله).
مطالعة (الصحيفة السجادية) بأكملها، أي: مع شرحها, والسيد الوالد (رحمه الله) له شرح مبسط اسمه (شرح الصحيفة السجادية). وإذا تمكن الشاب من حفظ الصحيفة السجادية أو بعضها، فهو خير له، علما بأن فيها من العلوم والمعارف والنور الباهر مما ينفع حتى لمن كان اهتمامه بالأمور السياسية.
ومطالعة (نهج البلاغة)، وهو في لب احتياجات الحياة والسياسة، مع شرح (توضيح نهج البلاغة).
ثم مطالعة كتاب (الصياغة الجديدة) و(السبيل إلى إنهاض المسلمين)، وهذان الكتابان نافعان جداً.
3: أن يكون الشاب المؤمن قدوةً لبقية الشباب، في الأخلاق والالتزام الديني وفي كل الجهات، فعلى الشاب المؤمن أن يكون مثالياً، وأن ينصح ويرشد غيره أيضاً، وأن يعمل تجمُّعًا إيمانياً يستقطب فيه الشباب المؤمن الذين يمتلكون الوعي الديني والرسالي، ويناقشون الإمكانيات المتاحة أمام الشباب لخدمة الدين والوطن.
4: الجد في الدراسة الأكاديمية، وعدم الاغترار بالمناصب لو شاء الله تعالى وقدر أن يتولى أحد منكم منصباً، بل يحاول الإنسان أن يكون مثالياً ونزيهاً أيضاً، خاصة إذا أصبح في موقع ومنصب المسؤولية.
5: الابتعاد عن مسببات الكآبة؛ لأن الكآبة تنعكس على سلوك الإنسان مع الآخرين، والمؤمن عليه أن يدخل السرور في قلب أخيه، فحينما ترى شخصاً مبتسماً مبتهجاً، فإن ذلك مدعاة لانشراح النفس وانبساطها، والحفاظ على الهدوء والسكينة.
ومن هذا المنطلق، فإنه تستحب النزهة السليمة، إذ توجد روايات تؤكد على النزهة، ولعل الحكمة منها أنها توجد متنفساً للنفس، وتفريجاً للهمّ، وإن لم يتنزه الإنسان يكون في كبتٍ، فيسرع إليه الشيب، ويصاب بالأمراض الكثيرة، إضافةً إلى ظهور التوتر على تصرفاته مما يولد نفور الآخرين.
ولذلك ينبغي على الإنسان أن يبني على التحلم والتبسم، كما ورد: ( إن لم تكن حليماً فتحلّم )، وهكذا يقال: إن لم تكن مبتهجاً بالطبع فتبسّم، كي يدخل السرور في قلب الآخرين.