صاحب ( مصباح الفقيه )
لقد كان الشيخ آغا رضا الهمداني (رضوان الله عليه) (١) عالِمًا جامعًا وأستاذًا مبرّزًا، بلغ مشارف المرجعية، و كان معروفًا بالزهد والتواضع والإعراض عن الدنيا، وكان على جانب عظيم من طهارة القلب وصفاء النية وسلامة الذات والبعد عن زخارف الدنيا، وكان مع ذلك كلّه حسن السمت كثير الصمت، مبتعدًا عن فضول الكلام.
حضر عند الشيخ العلامة المرتضى الأنصاري (أعلى الله مقامه) وعند السيد العلامة الشيرازي (أعلى الله مقامه) في النجف الأشرف، وهاجر إليه لما انتقل إلى سامراء فحضر عنده مدة من الزمان وكان من أفاضل تلامذته وقد استقل في زمانه بالتدريس والتصنيف واجتمع حوله جملة من التلامذة المبرزين والعلماء البارعين وكان جلهم من الفضلاء.
وكان يتحرج من الفتيا ويتجافى عن التقليد ومع ذلك فقد قلده كثير من الخواص العارفين معتقدين أعلميته إلا انه لم تطل أيامه وابتلى ببعض الأمراض التي منعته من الفتيا والتدريس ومباشرة الأمور العامة.
ابتلى رحمه الله بمرض السل ، ولم يتمكن بعد ذلك من التصدي للمرجعية، فجلس في بيته وتفرّغ للتأليف فكتب «مصباح الفقيه» في ثلاثة مجلدات، وهو شرح لكتاب للشرائع ، وهو كتاب جليل مشحون بالتحقيقات والتدقيقات.
وكان أحد تلاميذه يقول: هذا لطف من الله تعالى للشيخ لأنّه أغنى بقلمه أكثر مما أفاد بلسانه.