وداع سيد الشهداء لقبر أمِّه الزهراء (عليهما السلام)
كما وردَ في (معالي السبطين) عن (مهيج الأحزان) أنَّ الامام الحسين زار أمَّهُ الزهراء مودعاً قائلاً :السلامُ عليكِ يا أماهُ حسينك جاء لوداعك، فسمع صوتاً من القبر : وعليك السلام يا مظلوم الأم ويا شهيد الأم ويا غريب الأم ، فاستعبر الامام باكيا حتى لا يطيق على الكلام.
كأني بهذا الحوار بين الأم وابنها المظلوم عليهم السلام مجاراة للمقدس الدمستاني صاحب القصيدة المشهورة.
وداعُ الغريبة للغريبة (عليهما السلام)
١/لستُ أنسى سبطَ طهَ قائلاً كيْ يستريحْ :
(ضُمَّني عندكَ يا جدّاهُ في هذا الضريحْ)
بعدها قامَ إلى قبرٍ بَتُوليٍّ جريحْ
فيهِ تخفى فاطمُ الزهراءُ أُمُّ الحسَنِينْ
٢/إنحنى يَشْتَمُّ عَطفَ الأمِّ في غَضِّ التُّرابْ
قائلا أُمَّاهُ لا أقوى على طولِ الغيابْ
أُذكُريني بدعاءٍ ، خفِّفي نارَ العذابْ
بابتعادي عنكِ يُرمى لُبُّ قَلبي مرتينْ
٣/إذْ بصوتٍ فجَّرَ الجُلمودَ أنهارَ بُكاءْ :
يا حبيبي يا حسينٌ نلتقي في كربلاءْ
في أمانِ اللهِ يا خامِسَ أصحابِ الكِساءْ
أيُّها الوارثُ يَوْمِي ورزايا الصَّنَمَيْنْ
٤/إنَّ مسماراً جثا في أضلعي يغدو سهامْ
واحدٌ يُطفِئُ غدراً عينَ عباسِ الهُمامْ
آخرٌ يذبحُ عبدَ اللهِ في حرِّ الأُوامْ
ثالثٌ يرميكَ وسْطَ القَلْبِ يا بنَ الخيرتينْ
٥/أَيُها النجمُ الإلٰهيُّ بآفاقِ العِبادْ
في غدٍ آتيكَ إنْ نُكِّسْتَ عَنْ ظهْرِ الجوادْ
عَلَّ تهوي فوقَ حِجْري قبْلَ رمضاءِ المِهادْ
وَلِكيْ أسقيكَ يا عطشانُ دمْعَ المُقْلَتينْ
٦/ومعَ الحوراءِ والأيتامِ تلْقاني لديْكْ
نزجرُ الشِّمرَ إذا ما جاءَ بالسَّيفِ إليكْ
ويلَهُ نَصْبَ عيوني سوفَ يَفرِي ودَجَيْكْ
فأنادي بعويلٍ واحسيناً واحسينْ
٧/نارُ عادٍ وثمودٍ إنْ بها الظالمُ عادْ
مُحرِقاً فُسطاطَ هادي الخلقِ في خيرِ الوهادْ
ستراني أُنقذُ الأطفالَ مِنْ بينِ الجيادْ
فالنسا يَشْكِينَ سوطاً موجِعاً أَوْ لَطْمَ عينْ..
٨/مَنْ نَسَوْا (للهِ إنّا وإليهِ راجعونْ)
كسروا ضِلعي ومنكَ الصَّدرَ أيضاً يكسرونْ
بخيولٍ..يا لَرُزءٍ (جلَّ عمّا يصفونْ)
إنَّهُ رزءٌ يُعيدُ الشمسَ نحوَ المشرِقينْ
٩/ثُمَّ خطبٌ فيهِ تدعو سقَرٌ (هل مِنْ مزيدْ)؟
حينَ تُسبى رَبّةُ الخِدرِ إلى قصرِ يزيدْ
وعليٌّ كعليٍّ شدَّهُ طوقُ الحديدْ
معَهُمْ سوفَ تراني بينَنا ما حالَ بينْ..
تمتْ بعناية الحجة (عج)