السيد ميرزا مهدي الشيرازي (طرق تهذيب النفس)

الشيخ عادل ال جوهر *
السيد ميرزا مهدي الشيرازي
السيد ميرزا مهدي الشيرازي


كان المرجع الديني الورع المرحوم السيد ميرزا مهدي الشيرازي (أعلى الله مقامه) قد حفر لنفسه قبرًا في ساحة منزله، وكان كفنه على سجادة صلاته دائمًا، فعندما كان يقوم بعد منتصف الليل ليؤدي صلاة الليل، يلبس الكفن أولًا فينزل داخل القبر ويحدث نفسه قائلًا: يا ميرزا مهدي اعتبر نفسك الآن ميتًا وهذه حفرتك التي يدفنونك فيها شئت أم أبيت، قل لي من يفيدك هنا غير عملك الصالح؟ فلم لا تستزيد منه ولماذا تغفل عن مصيرك هذا، ولم لا تمهد لرقدتك هذه....

ويبقى (رحمه الله) يردد ذلك ويكرره ويبكي ثم يتلو الآية الشريفة: 
﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ۝٩٩ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَـٰلِحًۭا فِيمَا تَرَكْتُ  كَلَّآ  إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا  وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )

 ثم يوبخ نفسه قائلاً: اسكت إنك لا تستحق العودة إلى الحياة فقد ضيعت الفرص التي منحها الله لك. ولكنه يعود ويتوسل ويتعهد أن يعمل صالحًا فيقول لنفسه:

«قم واخرج لقد سمحنا لك هذه المرة بالعودة وإياك أن تعود إلى حفرتك وأنت خال اليدين من الباقيات الصالحات».
وهكذا يقوم خارجًا من القبر لابسا كفنه وهو يشكر الله تعالى على منحه فرصة الحياة ونعمة العودة لاكتساب الحسنات.


ــــــــــــــــــــــــ


1) آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي. 

ولد في كربلاء الطهر والقداسة عام 1304هـ  .
كان فقيهاً فذّاً، شارك مع خاله آية العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي قدّس سرّه في ثورة العشرين فكان من أعوانه ومستشاريه، كما شارك مع آية الله العظمى السيد حسين القمّي قدّس سرّه في حركته الفكرية والدينية في إيران حيث كان من مساعديه ومستشاريه بحيث اضطر الشاه إلى رفع جملة من القوانين الجائرة ولقيود الظالمة على الأمور الدينية ورجال الدين.
ساهم في إيقاف المدّ الشيوعي في العراق عبر اصدار فتوى ضد الشيوعية وعبر تأسيس المدارس الدينية لمختلف الأعمار وتربية الأجيال تربية إسلامية أصيلة حتى صارت كربلاء قلعة حصينة ضدّ الشيوعية وحركات الإلحاد في زمانه، وانطلقت منها موجة ثقافية دينية في كربلاء والتي واصلها أنجاله الكرام بعد وفاته.

وقد درس  ـ ما بين إنتقال الزعامة إلى حين وفاته ـ مما يقرب من 13 سنة من الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج والمكاسب والخمس والإعتكاف بالإضافة الى درس الاصول.  
 
وفي الثامن و العشرين من شعبان 1380هـ  لبى نداء ربه عن عمر ناهز السادسة و السبعون عامًا ودفن في الحرم الحسيني الشريف.