بيان سماحة السيد المرجع المدرسي في ذكرى شهادة الإمام الكاظم عليه السلام لهذه السنة 1445هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على رسوله المصطفى محمدٍ وآله الهداة المرضيين
السلام على الإمام المظلوم، الصابر في قعر السجون وظُلَم المطامير، السلام على الإمام موسى بن جعفر،بضعة الرسول، و وارث الوصي وابن البتول، ومن ورِث المصائب الكبرى من أجداده الكرام، أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ، والحسن بن علٍي المجتبى، والحسين السبط الشهيد، وعلي بن الحس ني زين العابدين، ومحمد بن علٍي باقر العلم، وجعفر بن محمد الصادق بالقول والفعل،عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه.
والسلام عليه وعلى ابنائه الكرام المعصوم ني العظام علي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمدٍ الهادي ، والحسن بن علٍي العسكري، والمنتظر الغائب صاحب الأمر والزمان، صلوات الله عليهم اجمعين.
أيها الاخوة الكرام؛ السائرون الى مرقد الإمام الغريب،الزائرون لبقعته الطاهرة، لتتوسلوا به وبآبائه الهداة وبالمعصومين من ذريته عليهم السلام، الى الله لغفران الذنوب، وتطهير القلوب، وتأليف النفوس، ودخول الجنان برحمته..
سلامٌ من الله ورسوله والطاهرين من ذريته عليكم،سلامٌ يرفع الله به درجاتكم ويحقق آمالكم ويستجيبدعواتكم، ويقضي حاجاتكم.
أيها المؤمنون إننا اذ نحمد الله سبحانه، على أن منّ علينا بنعمة الولاية -وما أعظمها من نعمة- ونشكر أيضاً آباءَنا وأمهاتنا، الذين زرعوا فينا بذور الإيمان والولاية، نعقد العزم على أن نورّث ابنائنا هذه المكرمة، ليكونوا سائرين في طريق الحق، حتى ظهور الإمام
المنتظر عجل الله فرجه.
أيها الموالون الكرام أنتم اليوم واقفون على شاطئ بحر الجود والكرم، فلا تبخلوا على أنفسكم بالدعاء،فانه وسيلتكم إلى نيل حاجاتكم وأبرزها الحشر في زمرة الائمة الطاهرين في الجنة.
بلى نقف هنا وندعو الله سبحانه، أن يجعلنا من المتمسكين بولاية الائمة الأطهار والملتزم ني بميثاق الولاية، فنحب الله سبحانه، ونحب رسوله المصطفى ص ىل الله عليه وآله، ونحب أهل بيت النبي عليهم السلام، ونحب أيضاً كل موالٍ لهم ومعادٍ لأعدائهم، اوليس المؤمنون بعضهم اولياء بعض؟
- كما وأننا نجعل زيارة مراقد الائمة الأطهار عليهم السلام، مناسبةً لما يلي:
أولاً: التوبة والأوبة إلى الله سبحانه، وعقد العزم على ترك مساوئ الأخلاق والفعال.
ثانياً: تلاوة آيات الكتاب والتدبر فيها، والعزم على تعليمه للأبناء وتربيتهم على منهج الكتاب الإلهي العظيم، فطوبى ثم طوبى لاولئك الآباء، الذين يعكفون على تعليم أبنائهم هدى القرآن الكريم، ليكونوا حملة الكتاب وعاملين به، منذ نعومة أظفارهم.
ثالثاً: عقد العزم على السعي وراء تربية أنفسنا وتزكيتها، عبر وصايا النبي وأهل بيته عليهم جميعاً صلوات الله، وبالاجتهاد في تطبيق أحكام الدين، لنحشر في زمرة النبي وأهل بيته عليهم السلام، عند مليكٍ مقتدر.
رابعاً: مسألة الله سبحانه، ليطهر قلوبنا -بجاه النبي وأهل بيته- من كل أنواع الحقد والكبر والتعالي على بعضنا، ويجعلنا اخوةً متحابين، فتزكوا نفوسنا وتطيب حياتنا، وتكون بلادنا طيّبةً كما وصفها الله سبحانه بقوله: ( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ).
وأخيراً فإن الساعات التي نتشرف فيها بزيارة مرقد الإمام ني الكاظم ني عليه ام السلام، وخدمة زائريهما، ساعاتٌ مباركة وعظيمة، فلنستفد منها بأن نسأل الله سبحانه، أن ينصر المسلمين على اعدائهم في كل مكان،ونسأله أن يمن على بلدنا بالأمن والرفاه، وأن لا نرجع من هذه الزيارة والخدمة، إلا بذنوبٍ مغفورةٍ وحاجاتٍ مقضيةٍ وحياةٍ آمنة، والله المستعان.
محمد تقي المدرسي
كربلاء المقدسة
16 رجب 1445