الإصلاح هدف عاشوراء
الغاية المثلى لملحمة كربلاء ونهضة الإمام الحسين عليه السلام إصلاح الناس، وقد قالها الإمام الحسين عليه السلام وبكل وضوح عند أول خروجه: (وَأَنّي لَمْ أَخْرُجْ أشِراً، وَلا بَطِراً، وَلا مُفْسِداً، وَلا ظالِماً، وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الاصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي) ، فما دام هذا هو شعار نهضة الإمام الحسين عليه السلام فلا بد أن يكون هذا هو هدف الخطيب الحسيني وشعاره في مسيرته الخطابية في الأمة، وهكذا كل من يرتبط بقضية الإمام الحسين عليه السلام من الخطباء والعلماء وأصحاب المواكب والهيئات وغيرهم لا بد أن يتمحوروا حول الإصلاح.
فماذا يعني الإصلاح؟
من يرفع شعار الإصلاح فإنه إذا قصد مكاناً فإنه ينظر في مشاكله وأخطائه فيحددها، ثم يحاول إصلاحها بما يناسبها من طرق وأساليب، وهكذا هو دور الخطيب حينما يرتقي المنبر الحسيني ليحدث الناس، فلا بد أولاً أن يفتش عن المشكلة الموجودة عند الناس، وعن الانحراف الحاصل فيهم، ومن ثم يبحث عن الطريقة المناسبة للإصلاح. فإذا رأى الناس مثلاً قد تركوا إقامة الصلاة جماعة في المساجد ولم يهتموا بها فلا بد أن من معالجة هذه المشكلة، وهكذا إذا وجدهم لا يهتمون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيركز على هذا الجانب ويعطيه القدر الكافي من الأهمية لمعالجته فيهم، وهكذا إذا كان الناس غير مكترثين بالظلم لبعضهم البعض، أو كانوا يعانون من الاستكانة وقبول ظلم الظالمين لهم فلا بد من تناول هذا الجانب وتقديم الوصايا الناجعة فيه.
وهكذا يكون الإصلاح عبر البحث عن كل انحراف في المجتمع وثم تقديم أفضل الطرق المناسبة لإصلاحه، ويكون ذلك عبر قضية الإمام الحسين سلام الله عليه ونهضته المباركة، إذ كل جانب منها له إشراقة من الصلاح والتأثير في المجتمع.