سيطولُ بَعْدَكَ يا حُسَيْنُ
قعدتْ على قبرِ الحبيبِ سُكينةٌ
تشكو إليْهِ بلوْعةٍ وشجونِ
أبتاهُ تذكرُ يَوْمَ كُنتُ صغيرةً
لَمْ تكتملْ أبتاهُ سبْعُ سنيني
ناديتَنِي ومسحتَ متنِيَ حينَها
ما كُنْتُ أعرفُ لِمْ مسَحْتَ متُوني
ألْيَوْمَ أعرفُ فالعباءةُ أدْمِيَتْ
بسياطهمْ منْ فرطِ ما جلدوني
أنظُرْ أبي..هذي الزنوذَ تورَّمتْ
بحبالهم بينَ الورى سحبوني
ذَا سوطُ شمرٍ..ذي كعابُ سنانِهم
وأمامَ عيْنِكَ يا أبي لطموني
لكنَّ أعظمَ محنةٍ شاهدْتُها
سيفٌ ذبِحتَ بهِ..بهِ وَكَزوني
أبتاهُ أذكرُ عندما أهديتني
قُرْطي..رأيتُكَ باكِياً بسكونِ
اللهُ..ذاكَ القُرطُ كنتُ أحبُّهُ
لكنَّهم ويلاهُ قَدْ سلبوني
وعلا الصراخُ وضجَّ وادي كربلا
وتلاطمتْ هضباتُهُ برنينِ
لمّا دَنا السجّادُ يكشفُ تربةً
عَنْ جُثَّةٍ بقِيتْ بِـــلا تكفينِ
ناحتْ عقيلةُ هاشمٍ واستَخْرجتْ
رأساً يواسي دمْعها بأنينِ
ضمَّتْهُ وهْيَ تقولُ في زفَراتِـها
سيطولُ بَعْدَكَ يا حُسَيْنُ حنيني