السيطرة على نفوذ الأبناء

كريم الموسوي مجلة الهدى

تتزايد شكاوي الهيئات التربوية من ظاهرة التنمر لدى الأطفال والشباب وهذا يعكس

طفح بعض سلوكيات على السطح، ويصف الآباء بعض سلوكيات أبنائهم بالأنانية والتسلط، حيث يحاول بعض الأبناء التحكم في جميع القرارات التي تهم الأسرة ومستقبلها أحياناً!

فهل فعلاً فَقَد الآباء السيطرة على جيل التكنولوجيا الجديد؟

وهل انتهت سلطة الآباء عليهم؟

هناك إحساس فعلي لدى الآباء بما يسمى بنفوذ الأبناء، بدعوى أن الأبناء أصبحوا لهم سلطة القرار، وفرض الأمر الواقع في إلغاء أي قرار، أنه أمر حساس، فلابد من استعمال أسلوب ليّن، بعيداً عن لغة التهديد والوعيد والاستفزاز والعصبية؛ لأن مصيبة بعض الآباء هي أنهم ليس لديهم الاستعداد للانفتاح على أفكار أبنائهم، ولا يملكون القدرة الأدبية والأخلاقية اللازمة، التي تمكنهم من تغيير مواقف وسلوكيات أبنائهم الذين يجدون في موقف الآباء ما يشعل عدوانيتهم، الخطأ في النهاية هو خطأ الآباء؛ لأنهم لم يواكبوا رعايتهم، وافتقدوا للمنهاج التربوي السليم في تصحيح اعوجاج الأبناء.

هناك وسائل كثيرة يلجأ إليها الطفل لجذب الأنظار إليه، يشترك فيها الأطفال الذين يشعرون بالاستقرار والأمان، والأطفال الذين يعانون من عدم الشعور بالأمان، وغالباً ما يلجأ الطفل لهذه السلوكيات المبالغة ما بين السنة الأولى والثالثة من العمر، و أحيانا كثيرة تأتي المبالغة من شعور الطفل الطبيعي وحاجته أن يكون مهماً، وقد يكون بسبب افتقاره للحب والحنان من أفراد أسرته.

 شعور الطفل بعدم إعطائه المسؤوليات التي يحتاج إليها، مما يدفعه لاستعمال سلوكيات مبالغة لإشباع رغبته في الشعور بأهميته، يريد الطفل أن يملي إرادته على أهله حتى يشعر باستقلاله وحريته في التعبير والاختيار.

إن التاثير التربوي للأب و علاقته مع أفراد أسرته كلا بحسبه، فهو الزوج والاب والمعين والملاذ لجميع  أفراد العائلة، لانه العنصر الذي يوفر لهم الأمن والطمأنينة على كل حال

لذا على الأم ــ مثلا ــ أن لا تعتبر عدم طاعة الطفل مشكلة عسيرة، و ويجب تفسريها بأنها محض اختلاف بسيط بينها وبين طفلها، لا تظهري القلق الشديد عند ممارسة الطفل لهذه السلوكيات المبالغة، واعملي على إبعاده عنها عند محاولته التكرار، عالجي الأمر من دون تهديد أو تحذير أو عقاب قبل أو بعد الواقعة، ولابد من العقاب عند نهاية السنة الثالثة من عمره، وفي بعض الاحيان يكون إهمال الحالة، وتجاهل تصرفات الطفل بمثابة العقاب الأمثل له.

 إن التاثير التربوي للأب و علاقته مع أفراد أسرته كلا بحسبه، فهو الزوج والاب والمعين والملاذ لجميع  أفراد العائلة، لانه العنصر الذي يوفر لهم الأمن والطمأنينة على كل حال.

ومن موقعية الأب ــ في الاسرة ــ لابد له أن يوفر علاقةً طيبةً إنسانية أخلاقية تحيط العائلة، وتشعرالأطفال بالسعادة تجاه العلاقة الحميمة التي تربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض، وعلى الأب أن يلاحظ علاقته تجاه الجنسين معا، وأن يعطي جهداً أكبر في تربية البنت لما لها من أهمية كبيرة في رسم المستقبل.

 أما بالنسبة للذكور فينبغي أن يكون الأب القدوة الصالحة لأولاده فهم يطبّقون الدروس العملية أكثر من الأوامر الكلامية الصادرة من الوالدين، فقد نظر الإسلام إلى الأولاد على أنهم ودائع الخالق عز وجل وأمانة بين يدي الآباء والأمهات.

 وقد أشار الدِين الإسلامي الى أهمية التركيز على تربية البنات قبل الاولاد الذكور والاهتمام بهن، فقد ورد عن النبي، صلى الله عليه وآله: “خير أولادكم البنات”، وفي حديث آخر: “البنات حسنات والبنون نعم ، والحسنات يثاب عليها ، والنعمة يسأل عنها”

فإن توفرت تلك البيئة النقية في البيت تنتج تلميذاً متوقدَ الذهن منتبها لمعلمه واستاذه، وفي هذا الجو الصحي تختفي المشاكل داخل الصف وخارج المدرسة، فيكون النتاج كمي ونوعية لمخرجات التربية أبناء متعلمون وأصحاب تربية عالية.