الدعاء بتعجيل الفرج.. منهج حياة

حديث الجمعة (4)   15 شعبان 1446   14فبراير 2025

إعداد رضي منصور العسيف 

رُوِيَ عن الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) أنهُ قَالَ : أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرَجُكم .
المصدر : كمال الدين ج2 ص485.

هذا الحديث المروي عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) يحمل العديد من الرؤى والبصائر التي يمكن استخلاصها، منها:

1. أهمية الدعاء في التعجيل بالفرج

الإمام يوصي بالإكثار من الدعاء لتعجيل الفرج، مما يدل على أن الدعاء ليس مجرد تمني، بل سببٌ مؤثرٌ في تحقق الفرج، فهو عبادة وتوسل إلى الله لتغيير الواقع.

2. الفرج ليس للإمام فقط، بل للأمة كلها

قوله (فإن ذلك فرَجُكم) يبين أن فرج الإمام المهدي هو فرج لكل المؤمنين، لأن ظهوره يحقق العدل، وينهي الظلم، ويعيد الحقوق، مما يجعل الدعاء له دعاءً لمصلحة الجميع.

3. الإكثار وليس مجرد الدعاء العابر

استخدام الإمام لعبارة "أكثروا الدعاء" يشير إلى أن الدعاء يجب أن يكون متواصلاً ومستدامًا، وليس مجرد دعاء موسمي أو عند الحاجة فقط، بل هو جزء من التزام المؤمن وانتظاره الفعّال.

4. الدعاء وسيلة لتعميق الارتباط بالإمام

المواظبة على الدعاء لتعجيل الفرج تعزز علاقة المؤمن بإمامه، وتجعله يعيش الأمل ويتطلع إلى اليوم الذي يتحقق فيه وعد الله، مما يحفزه على العمل وفق نهج الإمام في حياته اليومية.

5. الفرج مرتبط بالإرادة الإلهية، لكنه يحتاج إلى تهيئة الأمة

رغم أن الفرج بيد الله، فإن تأكيد الإمام على الإكثار من الدعاء يشير إلى دور الأمة في التهيئة والاستعداد، فالدعاء الصادق يقترن بالسعي لإصلاح النفس والمجتمع استعدادًا لاستقبال الفرج.

6. التفاعل مع قضية الإمام مسؤولية جماعية

الإمام يوجه حديثه لجميع المؤمنين، مما يعني أن قضية الانتظار ليست حالة فردية منعزلة، بل مسؤولية مشتركة تتطلب دعاءً، وعملاً، وتكاتفًا بين المؤمنين لتحقيق الأرضية المناسبة للظهور المبارك.

الدعاء بتعجيل الفرج ليس مجرد طلبٍ غيبي، بل هو منهج حياة يجعل الإنسان دائم الارتباط بالله، متطلعًا للعدل، مشاركًا في التهيئة،

مما يجعله عنصرًا فاعلًا في تحقيق الفرج، لا مجرد منتظرٍ سلبي

أخصائي التغذية العلاجية