شعبان شهري

حديث الجمعة 01 شعبان 1446هـ .

شبكة مزن الثقافية مسجد الزهراء عليها السّلام بحي الديرة - سيهات
سماحة الشيخ جواد آل جضر
سماحة الشيخ جواد آل جضر


بسم الله الرّحمن الرّحيم

    نُبَارِكُ لَكُمْ حُلُولَ شَهْرِ الْخَيْرِ والْبَرَكَةِ والرَّحْمَةِ والْغُفْرَانِ : شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ والَّذِي هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ فَقَدْ قَالَ صَلَّى اللہُ عَلَیْہِ وَآلِہِ : " شَعْبَانُ شَهْرِي فَأعِينُونِي عَلَى شَهْري ".

 ينقل الشيخ محمد مهدي النّراقي في جامع السعادات حديثًا عن النّبي الأعظم الأكرم صَلَّى اللہُ عَلَیْہِ وَآلِہِ في ج1 ص38 : [ إنّ لربّكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ] .

   والنفحات هي نسمة هواء عليلة تأتي في وقت حرّ فيرتاح لها الإنسان ويسعد بها، أوهي ريح طيبة تصل لمشامه فتدخل عليه السعادة والفرح من طيبها.

   وهكذا هي الأوقات: يوم أو ليلة أو ساعة أو شهر أو ٣ شهور كما هي في رجب وشعبان ورمضان هي نفحات إلهيه تحمل الكثير من الخير والثّواب وتحمل الكثير من فرص التغيير والتّوبة وتحمل الكثير من فرص الحصول على الجنة والابتعاد عن النّار.
   ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)  آية 185 سورة آل عمران.

 التّعرض لنفحات الله هو استغلال للفرص المفتوحة والتي أتاحها الله لعباده بسنة كونية أقام عليها الخلق والكون وهي سنة التفاضل.

 ماهي سُنَّةُ التفاضل ؟ هي وجود الفاضل و المفضول بل ووجود الأفضل ولولم يكن هذا من سنّة الله في الخلق لصارت الأمور بلا عدل ولا حكمة .
 التفاضل هو أنْ يكون في النّاس الفاضل والمفضول فالأنبياء والأوصياء والعلماء والشهداء 
أفضل من غيرهم .

 وفي البلدان هناك بلدان أفضل كمكة والمدينة والنّجف وكربلاء .
 وفي الزّمان هناك رجب وشعبان ورمضان وذو الحجة كشهور وهناك الجمعة كيوم وهناك ساعات كساعة الفجر وساعة الغروب.
 وفي البقاع هناك بقاع أفضل ويستجاب عندها الدّعاء كقبر الوالدين.
 وفي الظروف الجوية هناك ظروف أفضل كوقت سقوط المطر ويستجاب فيه الدّعاء.
 وفي داخل هذا القانون ( التّفاضل ) هناك تفاضل داخلي أيضًا حتّى يظهر الأفضل الذي يحتل المرتبة الأولى وكمثال :
 في البشر : الأفضل الأنبياء، وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وآله.
                والأوصياء وأفضلهم الإمام علي عليه السّلام .
    والمعصومون الأربعة عشر هم الأفضل عل الاطلاق فهم أفضل من كلّ الأنبياء والرّسل
والأوصياء.

 في قانون الأفضل في التفاضل نجد أنّ البقعة المقدسة فيها بقعة أفضل فمع أنّ مسجد النّبي كله فضل وفضيلة ولكنّ الروضة فيه هي الأفضل،" ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة ".

   وفي كربلاء وكلها فضل وفضيلة بل هي كما ورد ترعة من ترع الجنة، ولكن يختص الحائر فيها بفضل خاص، بل وبحكم فقهي خاص في جواز صلاة التّمام للمسافر فيه.

 نعود للشّهور الثّلاثة رجب وشعبان ورمضان فهي أزمنة مفضلة منحها الله للمؤمنين لزيادة الثّواب وللفوز بالجنّة ونيل درجات الكرامة من الله.
 وقد سمّي شعبان بهذا الاسم لتشعب الخير والبركة والرّزق فيه كما يجري ويفيض ماء السّماء فيملأ الأودية والشّعاب المتفرعة منها.

 ماذا يوجد في هذه الشهور الثلاثة : 

   باختصار هي عروض وأقول عروض؛ لأنّ النّاس اليوم اعتادوا على كلمة العروض في حياتهم الاستهلاكية كما في الأسواق والمجمعات التّجارية وفرص الاستثمار ولكنّها عروض إلهية تتعلق بكسب الآخرة والفوز بالجنّة.

وليس الفوز بالجنّة فقط فهذا أول المكاسب بل الفوز بدرجات كبيرة في الجنّة ومراتب وثمنها هو بعض الأعمال اليسيرة مثل : الصّلاة - الصّوم - الصّدقة - الذّكر - الدّعاء - الاستقفار وهكذا.

   وهذه العروض موجودة في كلّ الشّهور الثّلاثة مع فارق واحد فقط وهو أنّ الصّيام في شهر رمضان شهر الله واجب وفي رجب وشعبان هو مستحب.
 مرت عليكم هذه العروض والتي هي حُزَم من الأعمال العبادات أقل ما تعطي الجنّة في شهر رجب وأكثر منها الآن في شعبان وأكثر منها في شهر رمضان إنْ شاء الله نسأل الله أنْ يبلغنا إياه في صحة وقوة وعافية.

 العروض كثيرة وموجودة في كتب الأعمال والعبادات كمفاتيح الجنان وغيره وللتذكير وكلكم سمعتم عنها في شهر رجب سأختار عملًا واحدًا فقط لبيان العروض المتاحة فيه وهو

عمل الصيام:

في شهر رجب كان الصيام كعبادة له ثواب كبير جداً وكلّ الرّوايات لا تتحدث عن الجنة فقط بل تتحدث عن آثار دنيوية وآثار أخروية ومن الآثار الأخروية ليست الجنّة فقط فهذه أدنى المراتب بل الحديث عن المراتب الأعلى من درجات الجنة.

   وللتّذكير كانت عروض الصّيام في رجب كالتالي :

 العرض الأعلى والأوفر ثوابًا وأجرًا صيام الشهر الكامل 30 يومًا أو 29 يومًا كما حصل السّنة وهناك رواية مفصلة في ثواب من صام يومًا أو يومين إلى 30 يومًا. 
 ثمّ العرض الثاني صوم 9 أيام فقط ثلاثة في أوّله وثلاثة في وسطه وثلاثة في آخره.
 ثمّ العرض الثّالث صوم 3 أيام فقط وهي على طريقتين : 
1-يوم في أوّله ويوم في وسطه ويوم في آخره.
2-أو متصلة في 13 و 14 و 15 وهي التي تسمّى بالليالي أو الأيام البيض.
 العرض الرابع يوم واحد فقط من أي يوم في الشّهر وأفضله النصف من رجب وسمي بيوم الغفيلة؛ لغفلة النّاس عن فضله.
 العرض الخامس هو غريب ولعل البعض يندهش من هذا العرض وهو صوم نصف يوم !! نصف يوم فقط !! وهل هذا ممكن !! ؟ وهل هذا وارد !! ؟
نعم إنّه في حالة الصيام ثم قبول دعوة الإفطار من المؤمن في النّهار فتفطر صبحًا أو ظهرًا أو عصرًا وتحصل على أجرين  :
١- أجر الصيام وكأنّك أكملت اليوم.
2- أجر إجابة دعوة المؤمن وإدخال السّرور على قلبه.
 العرض السّادس إذا تذكرون في شهر رجب كان لمن لا يستطيع الصيام، وكيف أنّه يحصل على ثواب الصيام بلا صيام وذلك باستبداله بالتسبيح 100 مرّة في كلّ يوم.

    وهذا نصّ التّسبيح البديل عن الصّوم :
سُبْحانَ الاِله الجَلِيلِ 
سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحَ إِلاّ لَهُ 
سُبْحانَ الاَعَزِّ الاَكْرَمِ 
سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزُّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ
وهذا البديل لأيّ يوم لا تستطيع الصيام فيه، ولو لم تستطع الصيام كلّ رجب 29 يومًا كما في شهر رجب المنصرم  وقلت هذا التسبيح 100 مرّة يوميًا فكأنّك صمت كلّ شهر رجب.
 ومن خصائص الصّيام المستحب قبوله لتأخير النّية ولو قبل الغروب بقليل لمن لم يأكل أويشرب وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه كان إذا أصبح إنْ وجد شيئًا أكله وإنْ لم يجد نوى الصوم.

   هذا نموذج واحد فقط من العروض الإلهية في عمل واحد فقط وهو الصّوم.

   وهناك عروض أخرى في الأذكار والأدعية والصّلاة والاستغفار. 

   وتتضاعف هذه العروض ويكثر ثوابُها في شعبان أكثر من رجب ثمّ تتضاعف في شهر رمضان أكثر من رجب وشعبان.

 كلّ ما سمعتموه عن صيام رجب المستحب يتضاعف في شعبان وكلّ ما سمعتموه عن صيام رجب وشعبان المستحب يتضاعف في الصيام الواجب في شهر رمضان ويكفينا الحديث القدسي : " الصوم لي وأنا أجزي به " .

 وأما زيادة فضل الصوم في شعبان على ما مرّ في رجب ( وما مر في شهر رجب لم يكن بالقليل ) فقد ورد في روايات  داود بن كثير الرقي قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن صوم رجب فقال:" أين أنتم عن صوم شعبان، فقلت له: يا بن رسول الله ما ثواب من صام يوما من شعبان؟ فقال :الجنة والله، فقلت: يا بن رسول الله ما أفضل ما يفعل فيه؟ قال: الصّدقة والاستغفار، ومن تصدق بصدقة في شعبان رَبَّاها الله تعالى كما يربي أحدكم فصيله حتى يوافي يوم القيامة وقد صار مثل أحد"

- تصدّق بصدقة : كلمة مطلقة عامة غير مقيدة فتنطبق على كلِّ صدقةٍ قَلَّتْ أو كثرتْ.
- الفصيل : هي مرحلة عمرية للنّاقة تكون فيها من سنة إلى سنتين.
ولكن الله يربي هذه الصّدقة ويجعلها من حجم الفصيل إلى حجم جبل أُحد.
والتّشبيه بجبل أُحد لا يخلو من دلالة فضل عظيم لأنّه ليس مجرد جبل ضخم من الأحجار والتّراب، بل لأنّ له فضل خاص فقد قال عنه صلّى الله عليه وآله : " جبل أحد يحبنا ونحبه وهو من جبال الجنّة ".
وهذا القول له علاقة بقصة مفصلة في شهادة الحمزة بن عبدالمطلب عليه السلام عم النّبي والشهداء الذين معه.

استغلال الفرص :

   المرحوم آية الله السّيّد محمّد الشّيرازي أعلى الله مقامه يقول في إحدى محاضراته أنّ النّاس في الدّنيا بين أربعة أنواع رابح وأربح وخاسر وأخسر.
   وكما روي عن الإمام الهادي على السّلام قال:" الدّنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون" البحار ج 78 ص 366. تحف العقول ص 361 - كلمات الإمام الهادي عليه السّلام – لابن شعبة الحراني.

 يفسر المرحوم آية الله العظمى المجدد الراحل أعلى الله مقامه السّيّد محمّد الشيرازي كلامه ويمثل له بمن يتاجر فرضًا بـ ٥٠ ريالًا ثم يربح مثلها فتصبح 100 ريال فهو رابح، ولكنّه لو ربح 100 ريال فوقها فهو أربح، ومن خسر الـ ٥٠ ريالًا فقد خسر رأس ماله فهو خاسر، ولكن هناك أيضًا الأخسر وهو من يخسر رأس ماله الـ 50 كمثال وفوق ذلك يكون عليه دين أو غرامات ومخالفات تجارية فهو الأخسر.
 في الشّهور الثّلاثة وهي شهور النفحات التي نصحنا رسول الله صلّى الله عليه وآله بالتّعرض لها تنطبق عليها القسمة الرّباعة المذكورة ففيها:
1- الرّابح وهو من عمل بعض الأعمال وفاز بثوابها.
2- الأربح من عمل أكثر وفاز بثواب أكثر.
3- الخاسر الذي قضى وقته بلا ذكر ولا عبادة ولا صيام ولا استغفار ولا صدقة ويا لها من تعاسة وشقاء !!
4- والأخسر ليس فقط لم يعمل بل قضى وقته في اللّهو والمعصية.
نحن في مجتمعنا المؤمن نأمل أنّه لا يوجد الخاسر ولا الأخسر وينحصر المؤمنون فقط بين الرّابح والأربح( وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)  آية 26 سورة المطففين.

نختم بالتذكير ببعض أعمال شهر شعبان كما أوردها الشيخ عباس القمي عليه الرّحمة في كتابه العظيم ( مفاتيح الجنان ) .
يقول رحمه الله : ( الفصل الثّاني في فضل شهر شعبان والأعمال الواردة فيه ، ص154 الطبعة القديمة ) :
    "اعلم أنّ شهر شعبان شهرٌ شريف وهو منسوب الى رسول الله صلى الله عليه وآله وكان صلّى الله عليه وآله يصوم هذا الشّهر ويوصلُ صيامه بشهر رمضان، وكان صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري فمن صامَ يومًا من شهري وجبت له الجنّة .
     وروى عن الصّادق عليه السّلام أنّه قال : كان السّجاد عليه السّلام اذا دخل شعبان جمع أصحابه وقال عليه السّلام : يا أصحابي أتدرون ما هذا الشّهر؟ هذا شهر شعبان وكان النّبي صلى الله عليه وآله يقول : شعبان شهري، فصوموا هذا الشّهر حُبًّا لنبيّكم وتقرّبًا إلى ربّكم،- لاحظوا ورد مع الصّيام  حبّ النّبي. 

 التّقرب إلى الله. وهذا لا ينافي الإخلاص في العمل فللنّبي الأكرم صلّى الله عليه وآله منزلة لا تضاهيها منزلة عند الله - أقسم بمن نفسي بيده لقد سمعت أبي الحسين عليه السّلام يقول : سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول : من صام شعبان حُبًّا لرسول الله صلى الله عليه وآله وتقرّبًا إلى الله - أيضًا كرر أمير المؤمنين عليه السّلام النيتين - أحبّه الله وقرّبَه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنّة ".

ثُمَّ يواصل المرحوم الشّيخ عباس القمي ذكر فضائل شهر شعبان و ما ورد فيه حتى ينتهي إلى ذكر الأعمال بنوعيها : العام والخاص.
العام لكلِّ يوم والخاص في أيّام معينة كالخميس أو الجمعة أو النّصف منه.
وهنا ملاحظة : الصيام هو عمل واحد فقط وإلاّ فالأعمال كثيرة و متنوعة وسهلة وميسّرة.
ولو صام يومًا واحدًا فقط لكفاه، ولكن كما قلنا هناك رابح وأربح.
فصيام يوم واحد تجب به الجنّة فعن الإمام جعفر بن محمد عليها السّلام : " صيام شعبان ذخر للعبد يوم القيامة، وما من عبد يكثر الصّيام في شعبان إلاّ أصلح الله له أمر معيشته وكفاه شرّ عدوه، وإنّ أدنى ما يكون لمن يصوم يومًا من شعبان أن تجب له الجنّة "  بحار الأنوار ج68 ص 97.

والأعمال العامّة لكلّ يوم غير الصوم هي:

 أن يقول في كلّ يوم سبعين مرّة: ( أَسْتَغْفِر اللهَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَة )، وما أسهله من عمل لا يستغرق دقائق قليلة، وعن الإمام الرّضا عليه السّلام " مَن استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرّة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل عدد النّجوم " أمالي الشّيخ الصّدوق ص 68 – عيون أخبار الرّضا ص262.

 أن يستغفر كلّ يوم سبعين مرّة قائلاً: ( اَسْتَغْفِر اللهَ الّذي لا اِلـهَ اِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ ).
وكما ذكرتُ قبلًا عن الصّادق عليه السّلام عندما سُئِلَ: ما أفضل ما يُفعلُ في شعبان ؟ فقال: الصّدقة والاستغفار.
 أن يتصدّق في هذا الشّهر ولو بنصف تمرة ليحرم الله تعالى جسده على النّار.
هذان استغفاران وصدقة وما أسهلهم وما أيسرهم فهل نكون فيهم من الرابح أم من الأربح إنْ شاء الله تعالى.
 أن يقول في شعبان ألف مرّة: ( لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إِلاّ اِيّاهُ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).
وهذه الألف سهلة جدًا لأنّها ليست مطلوبة في وقت واحد بل لكلّ شهر شعبان فيمكن تجزئتها وتقسيطها على كلّ يوم فيصبح نصيب كلّ يوم 33 مرة فقط.

أن يصلّي في كلّ يوم خميس – في أي وقت وليس هناك وقت محدد – من شعبان ركعتين يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وقل هو الله احد مائة مرّة فاذا سلّم صلّى على النّبي وآله مائة مرّة.

وهذه أيضًا صلاة ليست صعبة ويمكن الجلوس فيها وأداؤها من جلوس لمن لا يستطيع القيام أو يتعبه القيام ولن يقل بذلك ثوابه وأجره إنْ شاء الله تعالى.
 الإكثار في هذا الشّهر من الصّلاة على محمّد وآل محمّد .

وهذا عمل لن يتركه إلاّ العاجز الخاسر !!

 أن يصلّي على النّبي وآله عند كلّ زوال (الظهر) من أيّام شعبان وفي ليلة النّصف منه بهذه الصّلوات المرويّة عن السّجاد عليه السّلام :
"اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعِ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفِ الْمَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ، وَاَهْلِ بَيْتِ الْوَحْىِ ...إلخ ".

 أنْ يقرأ المناجاة الشّعبانية التي رواها ابن خالويه وقال أنّها مناجاة أميرالمؤمنين والأئمة من ولده عليهم السّلام كانوا يدعون بها في شهر شعبان : " اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَعْ دُعائِي إذا دَعَوْتُكَ وَاسْمَعْ نِدائِي إِذا نادَيْتُكَ ... إلخ ".

 الخلاصة هذا شهر من شهور النّفحات، والأعمال فيه كثيرة وسهلة و متنوعة و كلّها فرص يجب أن نستفيد منها ونغتنمها وكما قال أمير المؤمنين عليه السّلام : " اغتنموا الفرص فإنّها تمرّ مرّ السّحاب " وهذا ما حصل لنا فعلًا في شهر رجب فقد مرّ وانتهى وإنْ شاء الله لا تفوتنا النّفحات الإلهية لشهر شعبان ورمضان .

   وقد روي أيضًا عنه عليه السّلام : " فوات الفرصة أو إضاعة الفرصة غصّة " .

   نسأل الله أنْ يجعلنا في شهر شعبان وشهر رمضان من الرابحين بل من الأربحين ونعوذ بالله من الغفلة والخسران.