ومضات قرآنية (3)

﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ﴾
من الآداب التربوية القرآنية في التعامل مع المخالفين في الدين والمعتقد التمييز بين الأفراد وعدم التعميم وعدم التعامل مع المكون ككتلة واحدة كما أورد في موضع آخر ﴿لَيْسُوا سَوَاءً﴾.
من أعظم ما ابتلينا به في التعامل مع من يختلف معنا في الأفكار والمعتقدات اعتماد الاختزال والتعميم وإسقاط اعتقادنا الشخصي عليه ومحاكمته طبقا لذلك وبما أن النتائج تتبع أخس المقدمات كما يقول المناطقة فإن مصير هذا المخالف هو النار بما أن مفاتيحها ومفاتيح الجنة بحوزتنا. ليس كل شيوعي ملحد وليس كل ليبرالي غير متدين وليس كل سني معاند وليس كل مسيحي يؤمن بالتثليث وليس كل يهودي صهيوني والقائمة تطول.
قبل أن نحاكم الآخرين لابد أن نحاكم أنفسنا أولا، هل نحن حقا نسير على هدي القرآن الكريم وسيرة النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام أم أننا نتبع أهواءنا، قبل أن ننقي قلوب الآخرين لابد أن ننقي قلوبنا من الكبر والغل والعناد وقبل أن نطلب من الآخر أن يستمع لما نقول لابد أن نفتح قلوبنا وكل حواسنا لنستمع لوجهة نظره، هكذا أدبنا ربنا عز وجل ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
(وَوَفِّقْنِي إِذَا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الأُمُورُ لأَهْدَاهَا، وَإِذَا تَشَابَهَتِ الأَعْمَالُ لأَزْكَاهَا، وَإِذَا تَنَاقَضَتِ الْمِلَلُ لأَرْضَاهَا)
محمد حسن يوسف
٣ رمضان ١٤٤٦