الى الجمعية الوطنية مع التحية
اخي عضو الجمعية الوطنية
اختي عضوة الجمعية الوطنية
في زمن تكالبت فيه كل قوى الشر لتقتل فينا الحياة، خرجنا نحمل جراحات الماضي وعذابات الحاضر وضبابية أمال المستقبل... نذرع الارض الملغومة تحت اقدامنا لنصل الى صناديق الاقتراع ونمنحكم صوتنا.
ذلك الصوت المقهور الذي احتبس في حناجرنا سني الاستبداد كلها حتى كاد صدأ الخرس ان يقضي على ابجدية النطق فينا.
انتزعنا ذلك الصوت المقهور من انياب الخوف، واطلقناه لنقول كلمة الحرية والحق. لنقول نعم لمن نريد.
وقلنا - باختلاف مذاهبنا ومشاربنا وانتماءاتنا- نعم لكم. واجلسناكم على مقاعد الحكم وامسكناكم زمام الامور لتأخذوا بسفينة العراق الى شاطئ الامان، وتعيدوا الفرحة الى قلوب المحزونين والابتسامة الى شفاه المعذبين والامل الى قلوبنا جميعا.
ولا اريد استعراض الزمن في تقويم الجمعية الوطنية واسرد ما مرت به من مواقف واحداث حتى وصلنا الى يوم الاستفتاء وكيف ان قلوب العراقيين برمتهم تبرمجت نبضاتها مع تلك الاحداث والمواقف واخذت منا الكثير الكثير، وصبرنا لا لضعف فينا ولكن اقتضاء للمصلحة العامة ولنرى كيف ستقودون دفة الحياة على ارضنا، تلك الحياة التي اهلك البعث فيها الحرث والنسل ويحاول خلفهم الصالح ان يقتلها فينا.
وتفاجأنا ذات يوم ضبابي كغيره من ايام حاضرنا الملغوم، بقراركم - اسمحوا لي ان اقولها بصراحة وصدق - الظالم حول رواتب التقاعد لاعضاء الجمعية الوطنية!!
نحن لم نوظف احدا في الجمعية الوطنية، وانما انتخبنا ممثلين ليرفعوا عنا الحيف والظلم، ليقدموا لنا تلك الخدمات التي حرمنا منها البعث الجائر، ليقيموا العدل في ميزان سيسألكم التاريخ قبل الخالق عنه.
في كل التشريعات القانونية لا يوجد راتب بنسبة 80 بالمئة لموظف لم يعمل غير اشهر معدودة... كيف تم تشريع هذا القانون الجديد الذي لا يخدم احد ولن يخدم العراق ابدا، بل سيزيد من عذاباته ومعاناته، وسيثقل ميزان العدالة ان لم يكن سيحطمه.
ايها السادة الافاضل في الجمعية الوطنية، نقولها لكم الان قبل ان تقولها محكمة العدالة الالهية يوم الحساب: وقفوهم انهم مسؤولون.
قفوا انكم مسؤولون... عن دمائنا، حاضرنا، مستقبلنا، احلامنا، عن صوتنا الذي اعطيناه بصدق اليكم، ليتقلد امانة في اعناقكم.
اتمنى وبكل الصدق الموجود في العالم ان تعيدوا النظر في قراركم هذا، وان تفكروا بان هذا المال هو حق العراقيين وانتم المسؤولون قبل غيركم عن حماية هذا الحق.
قراركم هذا أغضب الشارع العراقي وجعل جرحه ينزف برعونة اخشى عليه عدم الاندمال.
انها صرخة حق في زمن الصخب والاباطيل، لعلها تسقط على مسامع اذن واعية.