مسحة وحي ٍ تتجلى
لا ستٌ ولا سبعٌ، بل ولا حتى عشر
لا!!
لا أريد
إلا أن تكون بالطائرة..
هكذا أبديت اعتراضي على قرار العائلة بقضاء إجازة صيف عامي التاسع في حضرتك.
حينها قال لي والدي.. ولكنها السيدة زينب (( الست ))
أعوامي التي لم تتجاوز أصابع يدي ما نبأتني أنك تحلـّـقين بزوارك إلى الجوزاء، وما طمعت أنا في الجوزاء..
جل ما تمنيته أن أعانقَ غيمة.. وحتى هذه الغيمة ما رنوتُ هطولها
هطولـُها الذي ما علمتـُه يـغيض ُأمام فيوضك المتوضئةِ بالنور ِ
حسنا.. دعيني أبوح لك بسر يا مكنونة السر أنتِ
في الطريق تجهمتُ
حد الدمعة تجهمتُ
أعياني نصب المسافة ووعثاء السفـر
والدي ما انفك يخبرني عن هودج ٍ تشخـّب أمنية ً تظللك ذات هجير ٍ ضمكِ وحزمة أطفال،ونسوة تفيأن كفوفهن وتحزمن سياط زجر.
حلكة الطريق، وغيهب البر، وجمل كاد يفتك بنا .. ، كل ذلك وشى لي بحضن أمي.
أمي التي تماهت في نحبةٍ حسبتـُها خوفا حتى تمتمت شفتـُها ( فيا ساعد الله قلبك يا زينب..على أية حال ٍ كنتِ سيدتي وخيول الأعداء تطحن صغارك !)
آنذاك تماديت في أمنيتي للوصول، ليس رغبة أن أنحل من مخاوفي.. بل لمعانقة جبارة اسمها زينب، عملاقة تحدت بمفردها امبراطورية بأكملها وساهمت في تقويضها.
سيدة جليلة كانت المرأة التي يجب أن تكون
في الوقت الذي يجب أن تكون
وفي الشكل الذي يجب أن تكون
لا أدري إن كنتُ قد أخبرتك يوما أني مارست أول ما مارست بعض عقلي في حضرتك!
وهكذا كنتُ مع كلّ عناق لشباكك المتضوع بالقداسة
هالة نوركِ طوّقت سنينا تتالت وهي تتشوق أن تلثمك كلما تهدجت أنفاسها وجعا
ذاك سري بحت لك به
أما سرك فصلاة في ظهر الغيب تستدرجني
وكلما أمضـّـت بيَ الذكرى.. شاغبت ذاكرتي الولهى تناجيك
وجـِـــلا جئتكِ أتلــــــو سطرًا من صفـَحاتي
ووجيبُ الروحِ يستصــرخُ في أعماقِ ذاتي
بصــــــدى الآهاتِ يزجيني فتفتضُّ سكُوني
ثورةً تنــــــــزفُ من جرحكِ يا جرحَ دواتي
بعثرت في شفـــَــتي أحرفيَ الولهى فهامت
في قواميسكِ تزجيهــــــا تســــــابيح لغاتي
لملمتْ من سُوَر الأحزان آيــــــــــــاتك لمّا
نظمتها سبحــــة ًتلثـــــمُ أســــــرار صلاتي
وإذا بالوجــــــــع النابض في الأحناء يغفو
ليرى طيفكِ يا زيــنـــب فـــــــــي كل جهاتي
لا يزال الــــرزءُ فــي صبركِ يستنزفُ مرَّا
أغرقَ الليلَ وأرســــــى حرقـًا في زفـَراتي
لا يزالُ الخِدر في صـــومعة الأجفانِ يهمي
دمعة ًتحفر أسطورتـــــــــــــــه في وجَناتي
لا يزالُ الحبل في كفك يحتزُّ كيــــــــــــــاني
ظمِئا يرشفـــنــــــــــي، يلفظني في خلجاتي
وشوشاتٌ تترفُ الشهقة في صدركِ ماجت
رجرجتني زفرةً في عنفـــــــوانِ الحسرات
رنــــــة السَّوط على ضلعكِ ما زالت تدوّي
في ضمـــــير الدهر تستقرئ سفرَ العبرات
أشعلت فيــــــه حَكايا الوجد يا حوراءُ إيه ٍ
للظى شجـــــــــوكِ يجتث ُّطقوسَ الجمرات
أنتِ ما أنتِ؟ حنـــــــــــانيكِ! أسحرٌ عبقريٌّ
أم رؤًى في جدَث الفكــــــر تناغي شذراتي
أم عروجٌ دونه الأمـــــــــلاكُ فواجًا تهادى
تمهرُ الأكوان فيضًـــا من رفيفِ الهمسات
حار في كنهكِ لبّــــــــــــي وخلاياي تماهت
في ذرى قدسكِ ترفــــــو جزعًا في جنـُباتي
فخذيني علـّني في جـــــرحِك النازف أسمو
وهبيني من سنا طهــــــركِ بعضَ القبسات
ِطوّفي زخـْم تراتيــــــــــلكِ في يُتم عروقي
وأنيخي زُمَر النور وجسّـــــــــــــي نبَضاتي
وأحيلي عشــــــــقيَ السابح في فلككِ حبرًا
واسكبي في قلمـــــي الغضّ غدير الكلمات
وإذا مـــــا اغتـــــالـــــت الأيام ذرات ثباتي
فانفثي عزمَــــــــــك يا سيدتي في بصَماتي
نسُكٌ أنت به نفحـــــــة وحـــــــــــي ٍ تتجلى
كلما جللني التيـــــــهُ وجـــلـّــــــت هفواتي
أنا إن جئت أناجيــــــــــــك فروحي لك تدنو
تتدلى في أماسيك فزميهــــــــــــــــا وهاتي