آيات من سورة الشوق
في حضرة الشوق
سأناجيه فيك سيدي أبا عبد الله
وأرسله زاجلا عبر الأثير عله يسبقني رؤىً تتفيأ ظلك
أيها الشوق الذي ما زال في قلبيَ غضّا
كلما أعياه دهري قسوة ً.. أعياهُ نبضا
لفــِّع الروحَ جناحا ـ وهـْو للمشتاق أمضى
واطوِ أميال انكساري لحسين ِالسبط ومْضا
قل لهُ كيف تمطـّى القيدُ، واستحكم قبـْضا
كيف صلانا النوى في عادياتِ الدهْر فرضا
ألمٌ يغفو على الجرح ِولا يوشـَـك نهْضا
:
أيها الشوقُ وبلـّغهُ سلاماً لا يحدُّ
فاض من أكؤسَ عشقي وَلـَهاً بالوصل يشدو
مرمرٌ أشـْرِبَ صفواً لحنانيـه يغـد ُّ
ما لهُ غيرُ صلاةِ الجفن ِ للآهة بد ُّ
والتفتْ.. علَّ يداً في وجع ِ النجوى تـُمدُّ
تمسحُ الشجوَ تلبـِّي دعوة ً ليست تردُّ
ذاك وعدٌ. أفهل يُخلـَف للمعشوق وعدُ؟
:
لا أدري سيدي إن كانت القافلة قد وصلت أم أنها تاهت في الأفق. وليتها تدنو ..
سيدي ليت الرؤى تدنو إلى قوسكَ قابْ
تلثم النورَ على قدسِك تـَـلفاهُ جوابْ
سرمدٌ ليلُ افتكاري، وصباحي فيه ذابْ
مـُثـقـَـلٌ يحقنني الوهمُ بألوان ِغيابْ
والمدى ناء ٍ ودربي فيه يستاك سرابْ
غربتي ولهى يناديها ليتم ٍ ألفُ بابْ
فافتح الباب تلقفنيَ مرتاعَ الجنابْ
:
كما أنت وربي ..
وحبي ..
ما أن أغمض عيني حتى أتمثلك حقيقة تخوصرني لطفا
ها أنا بين أياديك وكلي فيك أحرمْ
حجيَ الدمعة والنية في قلبيَ مأتمْ
وطنٌ أنت وفي ظلكَ هيْمي قد توسّمْ
ولأني قــزمٌ جئتـكَ جرحاً يتبلسـمْ
وضَّأتني بربيع الطـّهر من كفكَ زمزمْ
قندلت وجهكَ في وجهيَ ما قد كان أظلمْ
رسمتني أخضرا في يبـَس الدهر تبسمْ
:
وإذ انهيت طوافي مزملا بنمير طهرك .. سأجول المكان أهيم وأهيم..
وأهيم.. الشوقُ يحدو بي إلى كل الجهاتْ
جائعا يقتاتُ في ذاتي بقايا الأمنياتْ
باحثا عن صوتـِها يعلو نحيبَ الزائراتْ
" وا حسينـاً واذبيحـاً وا قتيـلَ العبراتْ
وا مصاباً وا عذاباً فتَّ قلبَ الأمهاتْ
وا على المذبوح عـُطشانا على شط ِّ فراتْ
وا على من مزّق الروحَ فأرداها شتاتْ
:
كأني بها تنادي بصوت يتهدج ..
ثكلـُكَ المرُّ. لــهُ، فيــهِ تفـرّت كبـِـدي
أسقطت كل عذاب الأمس ِ برداً في يدي
عصرةُ الباب وكسرُ الضّلع ِ والنزفُ الصّدي
لطمة ُالعين ِوحرقُ الدارِ والطفلُ الندي
صنمُ الحقدِ على من حولها لم يسجـُد ِ
في جراحاتـك غابـت لنعيـم ٍ أبدي
حينما ألفتك شـِلواً عافراً يا ولـــدي "
:
ويح قلبي وروحي!!
كيف للروعةِ أن تهدأ في قلبي وقد
أغرقتني صرخة ُ الزهراء طوفانَ كمد؟
نفثتني زفرة تـُنضجُ أطواد مـَسد
سكبتني دمعة ً ترسو على شط ِّ رمد
نبعها العشق فلا يهدأ والشوق مدد
هي ذي دونك أيامي حكاياتُ بدد
فمتى يـُشرِق للآمال يا مولاي غد
؟؟؟
لأرواحكم المبللة
باقة عزاء