عزيز القول
ما أصعب موقفي واشدَ حرجي وأكبرتقزمي وأنا أحاول ـ عابثا ـ أن أجترح المستحيل ليس في محاكاة الفاجعة وصفا فهذا أبو المستحيلات ، بل أنا أحاول جاهداً - دون طائل - أن أصف عوالم الأحزان التي أحدثها هذا المصاب داخلي .
فكيف وبماذا وأين هي الحروف القادرة على فعل ذلك هل نستطيع أن نصف الخلودونحن لا نجيد فن الحياة فضلاً عن معرفة ماهية الوجود خلودة .
هل نستطيع ان ندرك هلة الأشياء ونحن منشغلون بالمعلولات متصارعون على متعلقاتها التافهة .
هل بمقدورنا أن نحيط علماً بالملقى المجرد في الصحراء الذي إتصالاً مطلقاً بالمجرد المطلق ، فكان إتصاله عروجاً وتجرده خلوصاً وانطراحه على البوغاء صعوداً
واستنزلوا حلل العلى فأحلهم غرفاته فغدى النزول صعودا
فتظن عينك أنهم صرعى وهم في خير دار فارهين رقودا
كيف أجرؤ أن أتكلم عمن علمنا بموته الحياة وبنصرعه العزة وبموقفه الكرامة .
أنى لنا ذلك وكيف يحق لمثلي المثقل بالذنوب والتبعات أن أتلفظ بذكراها وأنتشق قلمي تسطيراً لملحمته وهو لولاه لما كان للكلمة معنى ولا للقلم وظيفة ولا للحرف أهمية
انه هو الذي أكسب الأشياء الجميلة جمالها وأعطى للقيم قيمتها ولجميعأشيائنا معناها وحقيقتها ، كيف يحق لي ذلك لولا تفضله بالسماح لأمثالي أن نكون من خدمتهِ
إعذروني فأنا لا أستطيع المضي في فضح ذاتي وأشيائي بالكلام عن الحسين